اعترافات اخشيبة تفتح باب ثأر مصراتة من “اغنيوة الككلي”
كشفت أنباء متداولة عن إصدار النائب العام الصديق الصور أوامر قبض ومنع من السفر في حق رئيس جهاز دعم الاستقرار عبد الغني الككلي الشهير بـ”اغنيوة”، ونائبه لطفي الحراري، وآمر مليشيا باب تاجوراء الأزهر فنان، وآمر كتيبة 777 هيثم التاجوري.
وجاء ذلك عقب ظهور القيادي السابق في كتيبة ثوار طرابلس أمس الخميس معترفا في مقطع فيديو عن تورط هؤلاء في جرائم اختطاف وقتل عدد من أبناء مصراتة.
مقبرة حديقة الحيوان
وقال اخشيبة في اعترافاته إنه “سيحكي عن واقعة حدثت معه وعبد اللطيف الكريك عام 2016، بعد قدومه من مصراتة إلى طرابلس بحضور حمد السبسي وشخص من زناتة والتقوا جميعا في استراحة بطرابلس”، مضيفا أنه بعد أن “خرجوا من الاستراحة طاردهم هيثم التاجوري مع ملثمين، وقيدوهم إلى جزيرة الفرناج، حيث التقى هيثم بالأزهر فنان، وتوجهوا إلى حديقة الحيوان في أبوسليم الخاضعة لسيطرة اغنيوة الككلي”.
وتابع بأن “هيثم وفنان واغنيوة والحراري أنزلوهم في حديقة الحيوان، وبدأوا إطلاق الرصاص على عبد اللطيف الكريك”، وهنا يضيف اخشيبة أنه سبهم فصوب هيثم على قدمه، ثم اصطحبوهم برفقة شخص يدعى عماد مليقطة، إلى هنجر به حيوانات ميتة.
ويستكمل اخشيبة أن “مليقطة والحراري احتفظوا بجثة عبد اللطيف في الثلاجة”، لافتا إلى أن الككلي طلب أن يبقى اخشيبة حيا، وأحضروا طبيبا ليعالجه، 8 أيام في “فيللا”، ثم نقلوه إلى مستشفى أبوسليم، وأعادوه إلى فيللا أخرى، وهناك تمكن من الهرب منهم.
ويقول اخشيبة إنه “سمع خلال هذه الفترة أنهم قاموا بقتل أسامة محيسن ورمضان سيتون ومحمد التريكي من مجموعة بوعزة”، وأن مليشيات اغنيوة قتلت أخيه اعتقادا أنه هو الموجود في السيارة، فاختفى خوفا على عائلته انتظارا لليوم الذي سيخرج فيه لإعلان الحقيقة، وأعرب في نهاية الفيديو عن استعداده للتوجه إلى أي مكان لإبراء ذمته من هذه الشهادة.
بدورهم، قال حقوقيون إن هناك عشرات القضايا المقيدة ضد اغنيوة وفنان والحراري والتاجوري دون أدلة، مستدركين بأن الاعترافات الأخيرة التي أدلى بها خشيبة ستغيّر مجرى التحقيقات باعتباره أحد الشهود، وشددوا على ضرورة تطبيق العدالة على هؤلاء الذي عاثوا في العاصمة تقتيلا دون رادع.
جرائم دولية
في سياق آخر، أصدرت منظمة العفو الدولية تقريرا في 4 مايو الماضي، قالت فيه إنها طالبت السلطات الليبية بإقالة ومحاسبة الككلي وكذلك نائبه السابق لطفي الحراري لأنهما يقودان ميليشيا ويرتكبان انتهاكات ويتقلدان مناصب في الدولة، متهمة الجهاز كذلك «باعتراض طرق المهاجرين واللاجئين واحتجازهم تعسفيًا بعد ذلك، وممارسة التعذيب وفرض العمل القسري وغير ذلك من الانتهاكات المروعة لحقوق الإنسان وجرائم مشمولة في القانون الدولي».
غير أن حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة رفضت حينها الاتهامات الموجهة لـ”اغنيوة”، الرجل المقرب من الدبيبة والذي يعد هو ومليشياته السلاح المصوب على أعدائه داخل طرابلس.
هدوء مصراتة
من ناحية أخرى، غلب الصمت الأجواء في مصراتة بعد اعترافات اخشيبة، فيما لم يفتح الأعيان أو الحكماء بالمدينة أفواههم بأي بيانات تطالب بالتحقيق في هذه الشهادة على قتل أبنائهم على يد مليشيات اغنيوة الككلي في طرابلس.
وفيما رجح نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي حدوث تصعيد من قيادات عسكرية في مصراتة تجاه “الككلي” الذي يفرض سطوته على طرابلس، استبعد مصدر مسؤول في مصراتة حدوث حرب بين الطرفين، قائلا: “إن المذكورين أعدوا العدة للهرب من البلاد في أي وقت فعائلاتهم بالخارج وحاليا يسحبون في الدولار من السوق، ويستخدمون أقاربهم والصبيان في فرض سيطرتهم على الناس”.