ليبيا

الزائدي: الليبيون يدركون أن الغرب يريد إبقاء حال المنطقة على ما هو عليه

 

قال مصطفى الزائدي القيادي بالنظام السابق، إن أغلب الليبيين يدركون أن الغرب الذي صمم ونفذ أزمات المنطقة يريد أن يبقى الحال على ما هو عليه.

أضاف في مقالٍ بإحدى الصحف الليبية: «ذلك أن هدف المشروع الغربي «الربيع العربي» المعلن من كوندليزا رايس في منتصف التسعينيات كان نشر حالة من الفوضى التي ستنتج وضعا مريحا مستداما للغرب يضمن استمرار نفوذه وتعزيز قدرته على الاستفادة القصوى من ثروات المنطقة».

وتابع قائلاً: «لقد نجح الغرب في تطبيق «ربيع براغ» وتمكن من تفكيك منظومة حلف وارسو دون إطلاق رصاصة ولا فقدان جندي وبلا أضرار مادية، كما نجح قي تفكيك الاتحاد السوفييتي، وتمادى إلى أبعد من ذلك في محاولة تفكيك الاتحاد الروسي نفسه، وتفكيك أسلحته».

وأردف قائلاً: «عندنا كان خطة استباقية، لتخوفه من تزايد النزعات الاستقلالية في المنطقة ومحاولات بناء القدرات الذاتية ومحاولات التخلص من النفوذ الغربي، رغم أن فرص تلك المحاولات في النجاح محدودة بسبب نجاح الغرب في تمكين وتعزيز قدرات الكيان الصهيوني في قلب المنطقة، وحالة التشرذم التي أوجدها».

وواصل: «السؤال طالما ندرك ذلك جيدا وخاصة بعد أن ذهبت تأثيرات مخدر الدعاية الإعلامية المكثفة الذي ضرب عقول كثيرين، لماذا لم تحدث حالة مقاومة جدية وحقيقية لاستعادة القرار للإرادة الوطنية؟، وفي تصوري أن الإجابة عن السؤال ليست سهلة، بل تحتاج إلى التمعن في مختلف المعطيات التاريخية والنفسية، فمجرد إدراك المشكلة وأسبابها لا يعني إطلاقا بداية حلها أو التعامل معها، فالأمر يتعلق بإرادة التغيير وليس بضرورته، إرادة التغيير تحتاج في البداية إلى مشاريع وأدوات وآليات، وهذا ما يفرض وجود نخبة قيادية تؤسس ذلك».

ولفت إلى أن «وجود النخبة القيادية لا ينبغي أن يترك إلى الصدفة، بل يحتاج إلى مبادرة وشجاعة وإقدام، لذلك نرى أغلب رموز التاريخ خرجوا من رحم أزمات كبرى! وأيضا قد تنتج أنواع أخرى من المقاومات التي تتأسس على قوى أخرى أجنبية لها مصالح في إفشال البرامج الغربية، وهذه مقاومات قد تكون إيجابية عندما تقوم على الاستفادة من صراع القوى الأجنبية للمصلحة الوطنية، وقد تكون مشاريع تابعة لتنفيذ أجندات دول أخرى أو خوض صراع بين دول متنفذة على أرضنا وعلى حساب مستقبلنا!».

واختتم الزائدي: «السؤال الأهم، أين نحن من ذلك؟. في ليبيا انطلقت عمليات المقاومة مبكرا، بدأت في كل المناطق تقريبا وتم تشكيل وحدات قتالية بإمكانيات ذاتية، ولعل أهمها الذي حقق نجاحا ما إعادة بناء الجيش في المنطقة الشرقية، وظهرت عديد المبادرات السياسية لقيادة مقاومة شعبية وطنية لم تكلل بالنجاح إلى الآن لأسباب مختلفة في أولها نجاح الغرب في زرع قوى من الليبيين وتسليحها وتدريبها وتنفيذ عمليات متواصلة للتأثير على حراك الناس من خلال ما سموه منظمات المجتمع المدني ومشروعات بناء القيادات من الشباب والنساء، وأهم من كل ذلك نشر الفساد وتمكين الفاسدين».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى