مجلة إسبانية: إردوغان يعزز موقعه في ليبيا بالوساطة بين روسيا وأوكرانيا

أبرز تقرير إسباني استراتيجية الرئيس التركي طيب رجب إردوغان لتعزيز موقعه في ليبيا، من خلال لعب دور الوسيط بين روسيا وأوكرانيا..
وبحسب التقرير الصادر عن مجلة «أتلايار» الإسبانية، أمس الاثنين، فقد ربط بين محاولة تركيا تعزيز موقعها لكسب النفوذ بالأراضي الليبية مع مشروع خط أنابيب الغاز الجديد عبر الصحراء الكبرى. كما يرصد أسلوب إردوغان الذي يستغل الأزمات في المنطقة لصالحه، عندما يتباهى بمهمته كوسيط بين روسيا وأوكرانيا بينما يدفع بليبيا كخيار لاستضافة خط أنابيب الغاز الجديد العابر للصحراء..
كما يُذكِّر التقرير بلقاء الرئيس التركي الأخير مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، كمثال على الموقف الذي دافعت عنه تركيا دائمًا منذ بدء الحرب في أوكرانيا، حيث أشار إلى أن أحد الأهداف الدبلوماسية هو «الحفاظ على الزخم المتحقق رغم الصعوبات على الأرض، وتحقيق وقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن».
ويعتقد التقرير أن تركيا تهتم ببلدين يمكن أن تمارس معهما نفوذاً كبيراً، وسوريا واحدة من هذه الدول. وفي حين تناقش لبنان مع جماعات حقوق اللاجئين مخاطر إعادة السوريين إلى بلادهم، فإن تركيا اقتربت من دمشق وفتحت ثلاثة معابر إنسانية في محاولة لتطبيع العلاقات مع السوريين، إذ ترغب أنقرة في الاقتراب من أحد الحلفاء الرئيسيين لموسكو، حسب المجلة الإسبانية.
أما الهدف الآخر الذي تراقبه أنقرة هو الموقف المحيط بإنشاء خط أنابيب غاز جديد عبر الصحراء، بالنظر إلى مكاسبه المالية، فضلاً عن إمكانية اكتساب الكثير من النفوذ في منطقة استراتيجية شديدة النضج، لذلك وضعت تركيا أنظارها على ليبيا باعتبارها البلد المضيف لخط أنابيب الغاز القادم من نيجيريا، وبالتالي تريد الحصول على مشروع بقيمة 13 مليار يورو.
وعلى الرغم من أن المشروع الجزائري نفسه يتمتع بميزة، إلا أن ليبيا في موقع جغرافي أفضل لتطوير خط أنابيب الغاز، الذي يجب أن يمر فقط عبر تشاد.
ورأت المجلة أن التكاليف ومواعيد تسليم المشروع تجعل ليبيا أحد المرشحين لاستضافة خط أنابيب الغاز، لكن لا ينبغي رفض الاقتراحين الجزائري والمغربي سريعًا. وما يبدو واضحًا هو أن ليبيا ليست وحدها في هذا العرض، حيث تضغط تركيا، التي وقعت مؤخرًا اتفاقية طاقة مثيرة للجدل، من أجل شريكها لتولي المشروع.
ويختم التقرير الاسباني بالإشارة إلى لعب رجب طيب إردوغان بأوراقه على رقعة الشطرنج الدولية؛ الأمر الذي يسمح له- كونه في حالة اضطراب-، بالاستفادة من حالات عدم الاستقرار للحصول على مزايا كبيرة لبلده.