“أفانتي” الإيطالية: أردوغان يسيطر على النفط الليبي وسنضطر لشرائه منه بأي ثمن

حذرت صحيفة “أفانتي” الإيطالية من نتائج الاتفاق الذي وقعته تركيا مع حكومة الوحدة المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، إذ ستسيطر أنقرة على النفط الليبي وتعيد بيعه إلى إيطاليا.
وقالت الصحيفة الإيطالية في تقرير ترجمته “الساعة 24″، إن الاهتمام الدولي تركز في الأسابيع الأخيرة على العدوان الروسي على أوكرانيا وعواقبه المحتملة، وما يحدث في بعض المناطق التي لا يزال التوتر والاشتباكات سائدة فيها يبدو مقلقًا، ومن المرجح أن يتدهور الوضع ويتخذ منعطفات غير متوقعة وخطيرة.
وأضافت: “هذا هو الحال في ليبيا، حيث أدى وجود حكومتين، حكومة عبد الحميد الدبيبة، والحكومة التي نصّبها البرلمان برئاسة فتحي باشاغا، حتى الآن إلى حالة واضحة من عدم اليقين السياسي المؤساتسي، أدى دعم مختلف القبائل الموجودة إلى قلب الموازين من جانب إلى آخر من وقت لآخر”.
وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حاولتا التعامل من هذا الوضع المشوش، وعدم الانحدار إلى مواجهة مسلحة واستمرار الحرب الأهلية، التي أدمت البلاد بعد إقصاء القذافي حتى اتفاق وقف إطلاق النار الموقّع في جنيف في 23 أكتوبر 2020، والذي جرى برعاية الأمم المتحدة ولكن بموافقة روسيا وتركيا اللتين تدخلا، مع مرتزقتهما أو قواتهما المسلحة، لدعم الأطراف المعنية، وفي الواقع، بدا أن الروس والأتراك فضلوا تقسيمًا جوهريًا للأراضي الليبية يأخذ في الاعتبار مصالحهم الجيوسياسية والاقتصادية.
ولفتت الصحيفة إلى أن إيطاليا، التي لعبت دورًا رئيسيًا في السنوات الماضية، قبل القذافي ومعه، بسبب تاريخها وتقاليدها وموقعها الجغرافي وحضورها الإنتاجي (أولاً وقبل كل شيء، عبر شركة إيني)، عانت من غياب كبير ولم يُسمع صوتها إلا بشكل هامشي في السياق الإشكالي الذي نشأ في ليبيا.
واستدركت الصحيفة الإيطالية: “لكن هنا في الأيام القليلة الماضية كانت هناك أحداث ذات أهمية كبيرة، حيث وصل وفد تركي ضخم إلى طرابلس يضم وزير الدفاع ووزير الخارجية والتجارة والطاقة ورئيس المخابرات وهيئة الأركان العامة التركية، وسبب الزيارة كان توقيع اتفاقية (على ما يبدو لمدة خمسين عامًا) لاستكشاف حقول الغاز والنفط الجديدة في البر الرئيسي، تاركًا أوروبا حرفيًا مع حفنة من الذباب، ولكن قبل كل شيء إيطاليا، والتي كانت مهتمة بشدة باستغلال الموارد الليبية”.
وأكدت الصحيفة أن “الاتفاق الذي وقعه أردوغان مع الدبيبة، يضمن له دعم الجنود الأتراك في الصراع النهائي مع باشاغا”، مبينة أن رئيس الوزراء التركي أظهر مرة أخرى ديناميكيته ورغبته في التوسع، كما استغل حقيقة أن بوتين، الملتزم تمامًا بمسألة أوكرانيا، سمح له بالقيام بذلك.
ووصفت الصحيفة ذلك بأنه “ضربة ذات أهمية كبيرة سجلها أردوغان مع تداعيات لا تبعث على الارتياح لنا نحن (الطليان) الذين سنضطر إذا واصلنا الاهتمام بالنفط الليبي لشرائه من أردوغان، وبأي سعر، فمن الواضح أن أنقرة ستبيعه”.