صحيفة إيطالية: ليبيا أصبحت ثقباً أسود منفصلاً الآن عن نفوذنا

سلط تقرير نشرته صحيفة “إل جورنالي” الإيطالية، رصدته وترجمته «الساعة24»، الضوء على تصريح وزير الداخلية الإيطالي الجديد ماتيو بيانتيدوزي، الذي قال فيه”أريد أن أفهم الوضع الحقيقي في ليبيا وما يمكن عمله”.
وقال التقرير، إن الوزير الإيطالي استدعى بالفعل قادة المخابرات لفهم ما يمكن توقعه من ليبيا الذي وصفها التقرير بـ “المتسعمرة” السابقة، معقبًا
أن الوزير “سيطلب من الجنرال جياني كارافيلّي، رئيس وكالة المعلومات والأمن الخارجية، والبطل بلا منازع للملف الليبي، ما هي المساحة المتبقية لإيطاليا للعمل في تلك الأراضي”.
وعقب التقرير موضحًا أن “المجهول ليس صغيرا. من عام 2019 إلى اليوم، تخلت حكومتا كونتي ودراغي تدريجياً عن دور القوة المرجعية في ليبيا”.
وأردف التقرير أنه “في إقليم طرابلس، مجال اهتمامنا الرئيسي، أصبحت تركيا الآن الوصي بلا منازع على رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة”.
وأشار التقرير، إلى أنه “بفضل موقع إيطاليا في أوكرانيا، ضاعف عمليات مغادرة قوارب المهاجرين أيضًا من موانئ برقة”، لافتًا إلى أنه “في كل هذا، يجب على وزير الداخلية بيانتيدوزي، تفهُّم ما إذا كانت الـ “مستعمرة” السابقة عبارة عن ثقب أسود منفصلاً الآن عن النفوذ الإيطالي، أو إذا كانت أراضيها، بدلاً من ذلك، تضمن هوامش عمل للحكومة الإيطالية”.
وأوضح التقرير، أن “هناك حاجة أساسية ليس فقط لاحتواء خفر السواحل الليبي المدرب والمجهز من قبل إيطاليا، ولكن أيضًا لمنع الاتجار بالبشر بمساعدة الميليشيات المحلية وقوات الأمن الليبية”.
وأكمل التقرير؛ “ستعتمد الاختيارات التي سيتخذها وزير الداخلية بيانتيدوزي، على ردود الجنرال كارافيلّي، منشئ التحالفات في عام 2017، والتي جعلت من الممكن الحد بشكل كبير من أعداد المهاجرين المغادرين إلى إيطاليا”.
وواصل التقرير؛ “في غياب «الشاطئ الرابع»، على وزارة الداخلية الإيطالية أن تحصر نفسها في الحد من نشاط سفن المنظمات غير الحكومية. ولكن كما رأينا خلال ولاية وزير الداخلية السابق سالفيني، فإن الافتقار إلى التعاون الأوروبي غالبًا ما يجعل من المستحيل تحويل تلك السفن إلى موانئ أخرى”.
وأردف التقرير؛ “ولذلك فإن الضرورة تكمن في الحفاظ على التعاون مع خفر السواحل الليبي الذي قام بين يناير ويوليو من هذا العام بمنع أكثر من 11 ألف مهاجر. لكن على الرغم من وجود 44 مليون يورو كتمويل مضمونة لطرابلس من عام 2017 إلى اليوم، فإن الهدف ليس واضحًا”.
وأشار التقرير إلى أن “تركيا كانت حريصة دائمًا على استخدام تدفقات الهجرة كسلاح للابتزاز، وتبحث منذ فترة طويلة في إمكانية الخروج عن نطاق السيطرة”.
وختم التقرير موضحًا أن “تهديد تفاقم بسبب انهزامية الحزب الديمقراطي الإيطالي الذي لم يصوّت في يونيو لصالح إعادة تمويل مهمة تدريب خفر السواحل الليبي”. مردفًا أن “عدم الثقة والتجاذبات السياسية التي لم تساعد بالتأكيد في تقوية التعاون مع طرابلس، والذي تعرض بالفعل للخطر”.