وزير خارجية إيطاليا: علينا الاستثمار في ليبيا مثل تركيا لمواجهة أزمة الهجرة

عبر وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني، عن استيائه من أزمة المهاجرين التي تعاني منها بلاده، مطالبا بضرورة خلق فرص تنموية تثني المهاجرين عن مغادرة القارة الأفريقية، وفقا لما أورده موقع “راي نيوز” الإيطالي.

وعشية اجتماع مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، الذي سيناقش موضوع الهجرة، بناءً على طلب إيطاليا، شدد وزير الخارجية أنطونيو تاجاني، في مقابلة على قناة “راي3″ الإيطالية- وترجمتها «الساعة24»- على ضرورة الاستثمار في ليبيا وفي البلدان الأخرى التي يغادر فيها المهاجرون مثلما حدث في تركيا، متابعا:” نحن مع إصلاح مذكرة التفاهم الإيطالية مع ليبيا”، ونحن بحاجة إلى موقف أكثر صرامة تجاه المتاجرين بالبشر”.

قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني:” لقد احترمنا دائما جميع الاتفاقات، والآخرون لم يلتزموا بها، مشددا على ضرورة معالجة قضية الهجرة اليوم كاتحاد أوروبي لأنه في عام 2050 سيكون هناك 3 مليارات نسمة في أفريقيا، وسيكون هناك ملايين الأشخاص الذين سيغادرون القارة”.

وجدد الوزير الإيطالي موقف بلاده من قضية المهاجرين، وتحدث عن الخلاف مع فرنسا، بدءاً من رسو سفينة منظمة الإنقاذ الإنسانية “أوشن فايكنغ” وعلى متنها مهاجرين في ميناء طولون الفرنسي بعد رفض إيطاليا استقبالها.

وعلّق تاجاني على الأزمة قائلاً:” كان هناك إعلان حسن النية من إيطاليا، وشكرنا فرنسا، ثم اعتبروا ذلك بمثابة استفزاز، واستخدموا عبارات مبالغ فيها، إيطاليا تحدثت عن سفينة كانت ذاهبة إلى المياه الفرنسية، ولم نقول إنها يجب أن تذهب إلى فرنسا”.

وفيما يتعلق بالتوتر مع فرنسا، قال تاجاني:” بالنسبة لنا ليس هناك ما نغلقه، نحن مستعدون للتحدث مع الفرنسيين، فهم الذين تصرفوا بشكل غير متناسب، يبدو لي أن الأمر يتعلق أكثر بالسياسة الداخلية”.

وتابع وزير الخارجية متحدثًا في برنامج “راي 3″: ” لا أحد يريد سكب الزيت على النار، لكن المشكلة يجب أن تواجه على المستوى الأوروبي، من بين 90 ألفًا مهاجر غير شرعي وصلوا إلى إيطاليا، كان يجب نقل 8 آلاف مهاجر إلى دول الاتحاد الأوروبي، ولكن حتى الآن تم نقل 117 مهاجرًا فقط، من بينهم 36 مهاجرًا إلى فرنسا، لقد قامت إيطاليا دائما بدورها، ودائما احترمنا جميع الاتفاقات، غير أن الآخرين هم الذين لم يلتزموا بها”.

وواصل تاجاني:” مشكلة الهجرة تؤثر علينا بشكل خاص، لدينا 7000 كيلومتر من السواحل التي تشكل الحدود الجنوبية لأوروبا، وصل 90 ألف مهاجر هذا العام إلى إيطاليا، ولم تنقلهم المنظمات غير الحكومية فقط”.

واستطرد:” ما زلنا نرحب بهم بروح التضامن، ولكن يجب معالجة القضية اليوم، لأنه في عام 2050 سيكون هناك 3 مليارات نسمة في أفريقيا، وإذا لم نفعل ذلك ونواجه الأمر اليوم كأوروبا، في مكافحة تغير المناخ والجوع، سيكون هناك ملايين الأشخاص الذين سيغادرون قارة أفريقيا”.

وأضاف: “نحن بحاجة إلى استراتيجية أوروبية، نحتاج إلى خطة مارشال لأفريقيا، واستراتيجية قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل حتى لا يكون لدينا ملايين المهاجرين”.

وشدّد وزير الخارجية مرة أخرى:” لا يمكن لإيطاليا أن تكون مكان الوصول الوحيد، لم يُكتب في أي مكان أن جميع المهاجرين الذين يرغبون في الوصول إلى أوروبا يجب أن يهبطوا في إيطاليا”.

وبخصوص موقف الحكومة الإيطالية من المنظمات غير الحكومية، قال تاجاني: “ستكون هناك حاجة إلى القواعد الأوروبية بشأن المنظمات غير الحكومية، ويمكن للمفوضية الأوروبية تقديم اقتراحات بسرعة لمعالجة القضية، بالإضافة إلى تحديث معاهدة دبلن، يجب إنقاذ الناس”.

غير أن الوزير الإيطالي حذّر من أن، “بعض المنظمات غير الحكومية تقرر سياستها المتعلقة بالهجرة، وربما تخلق احتكاكات بين الدول المختلفة”.

وشدد الوزير تاجاني، على أن “أوروبا يجب ألا تركز فقط على مكافحة الهجرة غير الشرعية، بل تحتاج أيضًا إلى عمل طويل الأمد لحل المشكلة الجذرية، وخلق ظروف تنموية تثني المهاجرين عن مغادرة القارة الأفريقية”.