شلقم: لقد ولى عهد الانقلابات في أمريكا اللاتينية

قال عبد الرحمن شلقم وزير الخارجية ومندوب ليبيا الأسبق لدى مجلس الأمن الدولي إن أميركا اللاتينية كانت ميدان المعارك المفتوحة بين اليمين واليسار، ووصل اليساريون إلى الحكم في عدد من دول القارة، لكن اليمين لم يهدأ قَطّ في العقود الأخيرة، وقامت الجيوش بإسقاط أكثر من نظام في القارة، وكانت هي قبضة اليمين الضاربة، حتى أن الولايات المتحدة لم تخفِ في كثير من الحالات وقوفها وراء تلك الانقلابات، خاصة في خضم الحرب الباردة بين الكتلتين الشرقية والغربية، و الانتخابات الديمقراطية كانت سلم اليساريين لاعتلاء السلطة، لكن الجيش نجح أكثر من مرة في إسقاط رؤساء اعتلوا كراسي الحكم عبر صناديق الانتخابات، و ما جرى منذ أيام قليلة في جمهورية البيرو، وبعده في البرازيل، يعيد ما شهدته القارة منذ بدايات النصف الأول من القرن العشرين.
أضاف في مقال بصحيفة الشرق الأوسط اللندنية أن “البرازيل هي القوة الاقتصادية والسياسية الكبرى في القارة، وهي مؤهلة في ظل قيادة الرئيس لولا دا سيلفا لأن تقدم نموذجاً اقتصادياً لبلدان القارة. ما يدعو للانتظار هو ما يخطط له الرئيس البرازيلي المغادر بولسونارو: هل سيكبح غضب أنصاره، ويواصل علاجه في الولايات المتحدة الأميركية بهدوء، ويُعد العدة لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة، خاصة بعد ما حققه من نسبة مهمة في الانتخابات الأخيرة، أو سيدفع أنصاره إلى رفع وتوسيع وتيرة الاحتجاجات، لإرباك الرئيس لولا دا سيلفا في السنوات القادمة؟” وفق قوله.
وتابع: “التضامن الذي أبداه قادة العالم مع الرئيس لولا دا سيلفا، وما أعلنه عن توجهه لمساعدة الفقراء، ومنع قطع أشجار غابات الأمازون؛ كل ذلك سيحفز لولا وأنصاره على اتخاذ موقف متشدد تجاه القوى اليمينية. لقد ولّى عهد الانقلابات، وسيطر اليسار عبر صناديق الاقتراع على قيادة أغلب دول القارة، بدعم من الجماهير، وتراجعت قوة اليمين، لكن الأزمات الاقتصادية لا تزال تضغط على أغلب شعوب المنطقة التي تندفع في أرتا هجرة طويلة نحو الولايات المتحدة الأميركية، وقد تنجذب في السنوات القادمة نحو الزعامات والأحزاب المحافظة، ويتحرك مزاجها الانتخابي نحو اليمين القريب تقليدياً من الولايات المتحدة الأميركية.” على حد تعبيره.