محلل إيطالي: دور روما في ليبيا بات حاسمًا في هذه المرحلة

علق المحلل السياسي الإيطالي، دانييلي روفينيتي، على الزيارة الإيطالية بقيادة رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني إلى ليبيا، مشيرا إلى أن المصير الليبي هو اختبار لقدرات السياسة الخارجية الإيطالية، ليس فقط في هذا الملف بالتحديد، ولكن في منطقة البحر الأبيض المتوسط الموسعة بأكملها.
وقال روفينيتي وفقاً لموقع «ديكود 39» الإيطالي: “رحلة ميلوني جاءت بعد زيارة مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز إلى ليبيا ثم مصر، وكأنه يؤكد أن تحالفات روما وواشنطن تتحرك على الساحة الليبية، وهو ما أكده الخط الأطلنطي الذي تتبناه الحكومة الإيطالية الحالية”.
وأضاف “الزيارة تشهد على الاهتمام الأمريكي بما يحدث في ليبيا، فما يحدث في ليبيا في كثير من الأحيان لا يبقى في ليبيا فقط بل يتعلق بالمنطقة بأكملها، حيث إن ليبيا تمر بلحظات أخرى من اللحظات شديدة الحساسية، فالبلد منقسم والتوترات تتوالى، في سياق بات مقلقًا للاستقرار السياسي في المنطقة ولكن أيضًا لقضايا مثل القضايا الأمنية كالإرهاب”.
وتابع “القضية الأمنية على المحك حيث تتعلق بمسألة تدفقات الهجرة، فالفكرة الإيطالية المتمثلة في خطة ماتي، في شمال إفريقيا تهدف إلى تسهيل تدفق التنمية التي يمكن أن تبطئ الهجرة غير الشرعية، فالرغبة الإيطالية في العودة إلى الريادة في المصير الليبي أمر أساسي للتخطيط الاستراتيجي، ولكن أيضًا في مواجهة التطورات التكتيكية الجارية في الملف”.
واستطرد “المبعوث الخاص للأمم المتحدة في ليبيا عبد الله باتيلي يخطط لمبادرة جديدة لإعادة إطلاق عملية الاستقرار التي توقفت فجأة في الأشهر الأخيرة، فمبادرة المبعوث الأممي ستقدم في الأسابيع المقبلة؛ حيث يجب أن تخلق مسارًا جديدًا أو متجددًا على الأقل عبر ولادة حكومة موحدة ثم قيادة البلاد إلى الانتخابات، فيما يسعى لإشراك لاعبين دوليين ذو ثقل مثل روما وواشنطن”.
وواصل “الدور الإيطالي بات حاسمًا في هذه المرحلة، فروما لديها القدرة على دمج وجهات النظر الدبلوماسية مع تعدد الاتصالات في ليبيا ومنها الدور الذي لعبته شركة إيني تاريخيًا، ولابد من أن تتجنب إيطاليا الاختلالات، وأن تتحرك نحو التوازنات مع إدراك نقاط الضعف الداخلية مثل تلك الخاصة بحكومة الوحدة الوطنية و الاستقرار الوطني وتجنب استبعاد الجهات الفاعلة والمصالح من المسار”.