ليبيا

المرعاش: اجتماعات باتيلي تشبه الأفلام الهندية وأدعوه إلى الاستقالة فوراً

 

وصف المحلل السياسي كامل المرعاش اجتماعات المبعوث الأممي عبد الله باتيلي الأخيرة بأفلام هندية طويلة مملة معروضة خلال سبعينيات القرن الماضي.

المرعاش أوضح في تصريح خاص لقناة “ليبيا الحدث” أن الآمال الكبيرة المعقودة على باتيلي لانتمائه إلى القارة السمراء والحاصل على دعمها الكبير الهادف إلى معالجة الأزمة تلاشت على بعد أن برهن الرجل عبر اجتماعاته هذه أنه غير منتج.

وأضاف المرعاش إن باتيلي تأخر كثيرا في طرح أي مبادرة تمس القضايا المهمة مكتفيا بلقاءات لا معنى لها مع القائمين على الديبلوماسيات الفرنسية والتركية والإيطالية إذ كان الأجدر به التركيز على محصلة مشاكل رئيسية ملحة ومنها الانفلات الأمني وتنظيم استحقاقات انتخابية بأجواء شفافة.

وتابع المرعاش إن هذه المسائل إلى جانب تواجد الميليشيات المسلحة والمرتزقة الأجانب والقوات التركية بالعاصمة طرابلس لم يتم التطرق لها مؤكدا عدم إمكانية المضي في إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في ظل وجود السوريين المحتلين لـ5 قواعد بحرية وجوية وبرية في شمال غرب ليبيا.

وأكد المرعاش استمرار وجود الميليشيات المسلحة في غرب البلاد بنفوذها المتعاظم وإقفالها الطرق وإقامتها السواتر الترابية لإعاقة “ما يسمى بحكومة الدبيبة” مؤكدا عدم انقطاع نزاعاتها العسكرية فضلا عن اجتماعات زعمائها المستمرة مع السفراء الأجانب كأنهم يمثلون دولا أو ولايات مختلفة لا وحدة بينها.

وبين المرعاش إن هذا كله بالمجمل إشارات لواقع مأساوي ما يحتم أخذه بالحسبان واصفا تصريحات الخارجية الإيطالية بشأن كون ليبيا أولوية لروما مع أهمية إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية فيها خلال هذا العام بالديبلوماسية فهي لا تغني ولا تسمن من جوع.

وأضاف المرعاش بالقول:”فعندما أرادت إيطاليا تحقيق مصالحها ذهبت رئيسة حكومتها بنفسها لطرابلس وكبلت ليبيا باتفاقيات ورهنتها لشركة إيني الإيطالية وهناك خلافات حصلت بين وزارة النفط والمؤسسة الوطنية للنفط حول الاتفاقية ولا أحد يعرف للآن ما هي هذه الاتفاقية”.

وقال المرعاش إن الشيء الذي يعرفه الجميع أن إيطاليا تؤيد الوضع الراهن بهذه الظروف أي أنها لا تريد انتخابات ولا تريد للحكومة أن تذهب فكيف توقع معها وفي نفس الوقت تريد انتخابات لتغييرها فهي تريد استقرار الوضع الحالي واستمرار حكومة الدبيبة لتحقيق مصالحها .

وبالانتقال إلى الموقف الفرنسي صرح المرعاش قائلا:”ليس هناك وجود لسياسة أوروبية موحدة في ليبيا فكل دولة لديها مصالح وفرنسا أصبح تأثيرها غير ذي جدوى في الملف الليبي وخرجت منه منذ أكثر من 3 سنوات وهُمش دورها من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا”.

وأضاف المرعاش بالقول:”لم تعد فرنسا دولة فاعلة في الملف الليبي بالشكل الذي كنا نعتقد وأي تصريحات تصدر عنها جوفاء ولا تمس جوهر القضية وليس لها أي فعالية وفي ذات الوقت لا أتوقع الكثير من باتيلي غير المعتاد عليه وكنا نتمنى من موقفا لو أخفق في إصدار مبادرة خلال 3 شهور”.

وشدد المرعاش على وجوب امتلاك باتيلي الرؤية والشجاعة الكافية للإعلان عن القوى المعرقلة في ليبيا المحلية والإقليمية والدولية إن كان ديبلوماسيا ومستقل ذو شرف يحفظه لهذه المهمة مبينا ضرورة كشفه حقيقة ما يدور في الكواليس وتوضيحه للشعب الليبي والشعوب الجارة ودول العالم.

ودعا المرعاش باتيلي لتقديم استقالته إن وجد عرقلة من بلدان تصرح في العلن خلاف ما تخفيه تحت الطاولة مشيرا إلى أن المؤشرات واضحة إذ سيكتفي بإلقاء خطبة عصماء شأنه شأن سابقيه في وقت بات فيه مجلس الأمن الدولي منقسما حول نفسه والكثير من الملفات.

وأضاف المرعاش قائلا ” لن يكون هناك شيء يعول عليه بجلسة المجلس وسنسمع كلاما مكررا حيال الأزمة الليبية سمعناه عدة مرات وهذه دعوة لليبيين أن يبحثوا عن حل آخر وتجاوز البعثة الأممية ولم يعد هناك جدوى لا للبرلمان ولا مجلس الدولة ولا حكومة الدبيبة ولا باشاغا كلها أجسام فاشلة وعفى عنها الزمن”.

وقال المرعاش ”الآن نفط وغاز ليبيا يتدفق للإيطاليين بأقل الأثمان وبالتالي يريدون لها أن تبقى ويستمتعوا بخيراتها وعلينا التفكير في حل آخر وحل كل الأجسام والتوحد ولو لمرة واحدة لإنهاء التدخلات الإقليمية السافرة فالبلاد أصبحت مرتعا للنفوذ الدولي وأصبحنا نبحث عن حل في باريس وروما والكثير من البلدان”.

وتابع المرعاش بالقول ”في حين يمكننا أن نجد الحل لأنفسنا لأن الآخرين لا يفكرون في مصالحنا ووجد باتيلي صعوبات كبيرة جدا بطرح أي حل يمكن أن يقود لاستقرار ليبيا وإعادة هيبتها على مستوى الدول الإقليمية والقوى الدولية فهذه البلدان يبدو أنها متفقة أن تبقى الحالة الليبية على الوضع الراهن”.

وأضاف المرعاش قائلا ”لأنها تستفيد من هذه الحالة ولن تجد حكومة أخرى أكثر عمالة وسفالة من حكومة الدبيبة الفاسدة وعائلته وفي نهاية الأمر نحن من يتضرر من التدخل الإقليمي والدولي في بلادنا ومر علينا عقد من الزمن ونحن ندفع ضريبته وعلى الذين نهبوا الأموال أن يقولوا كفى ونعمل لمستقبل شعوبنا”.

وبين المرعاش إن على كل القوى الفاعلة المتقاتلة بالعاصمة طرابلس التحلي بدرجة من الوعي الوطني مع جلوس قياداتها والتفكير في مستقبل ليبيا والتوقف ولو للحظة في ما وصل له الشعب الليبي والبلاد فالأسر جائعة والتبرعات تذهب إلى تركيا ودول أخرى ما يحتم التفكير في البلاد أولا وبناء ما تهدم فيها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى