الحصادي: عندما تدعو الفتوى للتفريق والخصومة فإنها شاذة تحركها أحقاد وأوهام

انتقد عضو مجلس الدولة منصور الحصادي، مهاجمة المفتي المعزول الصادق الغرياني، لاجتماع وفدي القيادة العامة والمنطقة الغربية مع المبعوث الأممي عبد الله باتيلي الذي جرى في فندق ريكسوس بطرابلس.
وقال الحصادي، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”:” عندما تدعو الفتوى للتفريق بين الناس وللاستمرار في الخصومة والنزاع والاقتتال، وترفض أي تقارب وتصالح بين أبناء الوطن يحقن الدماء ويؤلف بين القلوب بحجج واهية، فاعلم أنها فتوى شاذة تحركها أحقاد وأوهام وأهواء”.
وكان الغرياني، قد برر هجومه على اجتماع وفدي القيادة العامة والمنطقة الغربية مع المبعوث الأممي عبد الله باتيلي، محاولاً إصباغه بالصبغة الدينية، قائلاً إن الصلح ليس مطلوبا أو جائزاً دائما فقد يكون حراما، فالصلح جائز بين المسلمين إلا صلح حرم حلالا أو أحل حراما، وفق قوله.
وقال الغرياني، أن الصلح حكم شرعي وليس العموميات التي يتلقفها البعض فلا يجوز لأحد أن يقدم على عمل حتى يعلم حكم الله فيه، والذي يملك الصلح هو المعتدى عليه، فالجرائم التي ارتكبت لا يحل لأحد أن يتكلم عن الصلح فيها إلا أولياء الدم أو من وكلوه عنهم، بحسب زعمه.
وأضاف الغرياني، أن الله أمر بالصلح بين الطائفتين إذا اقتتلتا فإن بغت إحداهما فلا يكون الصلح وإنما قتال الفئة الباغية حتى تفيء إلى أمر الله، فهل فاء حفتر ومن معه إلى أمر الله وتراجعوا عن ظلمهم حتى يكون الصلح معهم؟.
وزعم الغرياني:” ليست مشكلتنا مع المنطقة الشرقية حتى نقيم صلحا “ليبيًّا ليبيًّا” وإنما مشكلتنا مع المجرمين الذين سفكوا الدماء وانتهكوا الحرمات، ولا يحل لأحد أن يتكلم بالنيابة عن الذين ظُلِمُوا وفُقِدُوا وهُجِّرُوا من منازلهم، الأمر أمر شرعي وليس بالعاطفة”، على حد تعبيره.
وتابع المفتي المعزول: أن الصلح مع المجرمين الذين سفكوا الدماء وانتهكوا الحرمات وما زالوا على مواقفهم لا يجوز أن تجلسوا معهم ولا تصالحوهم”، وفق ادعائه.
وحذر الغرياني المشاركين في اجتماع ريكسوس من المنطقة الغربية بقوله: الأعمال بالخواتيم فلا تضيعوا جهادكم هذه ليست مصالحة ليبية وإنما لعبة خبيثة ترعاها جهات أجنبية بينها تصفية حسابات، والمجتمع الدولي لا يعرف إلا المصالحات القذرة ولا يعرف المصالحات التي تتخذ من العدل أساس لها، بحسب تعبيره.
وأردف الغرياني متسائلا “منذ متى وجدتهم مع من جلستم معهم عهدا وميثاقا لتقيموا صلحا معهم؟”، مدعيا: أنا لا أحرض على القتال وإنما ادعوا إلى الأمان لأنكم إذا مكنتم عدوكم من بلادكم ليفعل ما عجز عنه بسلاحه سيجركم إلى حمامات الدم، والأهداف البعيدة لمثل هذه المصالحات الوصول إلى تمكين واسع للكيان الصهيوني في المنطقة العربية، وفق زعمه.