اخبار مميزةليبيا

رضا العوكلي:  المرضى الباحثون عن علاج مأساة تتجدد كل يوم في ليبيا

أكد رضا العوكلي، وزير الصحة الأسبق، أن “تجدد أزمة المرضى الباحثين عن علاج مأساة كل يوم”.

وقال العوكلي في تصريح صحفي، إن “مرضى الأورام، مثل مرضى القلب، وغيرهم، لا يجدون طريقة سهلة للوصول إلى العلاج المطلوب”، مردفًا أن هناك “اختلالاً في ترتيب الأولويات”.

وأضاف أنه يمكن “النهوض بالقطاع الصحي في ليبيا خلال أشهر قليلة أو سنة على الأكثر إذا تم تغيير طريقة التمويل”.

وتابع أن ذلك قد يتم من خلال “استقطاع ما يعادل 10 أو 15% من الراتب الشهري لكل مواطن لصالح حساب حكومي للإنفاق على الصحة، على أن تدفع الحكومة نسبة محددة لهذا الحساب، حتى يصبح لدى كل مواطن بوليصة تأمين”.

وأردف؛ “مع مساعدة الحكومة لذوي الدخل المحدود في شراء هذه البوليصة من شركات التأمين العاملة في القطاع الطبي، بما يضمن تقديم الخدمات الطبية كافة لجميع المرضى”.

وأوضح أنه لا يرى أي عائق، يَحول دون التوجه نحو هذا النمط التمويلي في ظل الانقسام السياسي الراهن.

وانتقد العوكلي “غياب الأدوية الأساسية اللازمة رغم أن تكلفتها ليست عالية”. موضحا أن “منظمة الصحة العالمية حددت نحو 500 دواء أساسي يجب توفيره”.

وأكمل؛ “لكنّ المسؤولين عن هذا الملف يشطحون ويشترون أغلى الأدوية لاستغلال ما لديهم من ميزانية، وأحياناً يكون التخزين سيئاً جداً فتنتهي صلاحية الكثير منها قبل استخدامها”.

وقال العوكلي إن “الوفيات في ليبيا تحدث بشكل رئيسي نتيجة الجلطة الناتجة عن ضيق الشريان التاجي”.

وردًا على سؤال؛ ما إذا كانت هناك أسباب تربط بين واقع الحرب والنزوح داخل ليبيا والإصابة بالجلطات، قائلًا: “لا شك أن الوضع النفسي يزيد من احتمال الإصابة بالجلطة، وكذلك عدم الاهتمام بعلاج الضغط والسكر، وعدم توفر الدعامات ومستلزمات جراحة القلب المفتوح”.

وأشار العوكلي إلى أن “المستشفيات الحكومية تفتقر إلى المستلزمات الأساسية اللازمة لتقديم الخدمة الطبية مثل أدوية الأورام ومستلزمات إجراء جراحات القلب حيث لا تتوفر بسهولة”.

ودعا إلى “إرساء نظام تمويلي جديد للرعاية الصحية في البلاد”. مبينا أن “ليبيا تنفق على الصحة نحو 500 إلى 600 دولار لكل مواطن ليبي سنوياً، وهو ما يعده رقماً هزيلاً”.

وأضاف العوكلي أن “الإنفاق العام على الصحة بلغ  12 مليار دينار العام الماضي”، لافتًا إلى أنه “مهما بلغ حجم الإنفاق، فلن يؤدي إلى نتائج ملموسة من دون إدراك الأسباب الأساسية للأزمة”.

وتابع أنه يجب “على المسؤولين التعامل مع ملف الصحة من هذا الجانب، وعلى الدولة أن تعي أن طريقة التمويل القائمة خاطئة، ومهما فعلنا، أو غيّرنا وزراء، ومهما تم ضخ أموال بكميات كبيرة، فلن يتغير شيء”.

وختم العوكلي  موضحًا أنه “لو أعدنا النظر في طرق تمويل القطاع عن طريق التأمين الصحي سننجح بإذن الله”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى