بعيو: ستبقى الزاوية تنزف حتى تموت أو ينتفض جميع أهلها

رأى رئيس المؤسسة الليبية للإعلام الملغاة محمد بعيو أن مدينة “الـزاويــة الـتـي تـنـدفـع إلـى الـهـاويـة لن ينقذها أحدٌ إلا أهلها إذا أرادوا وثاروا”.
وعلق بعيو في تدوينة عبر “فيسبوك”، على الاشتباكات التي جرت مساء أمس الخميس في الزاوية قائلا: “لا يجب على الليبيين تحميل مسؤولية إيقاف ما تشهده مدينة الــزاويــة من فوضى أمنية وعنف مسلح، واشتباكات بين الأحياء وفوق رؤوس المدنيين وقتلى وجرحى وخراب، على رئيس أركان ما يسمى الجيش في المنطقة الغربية، وأمراء المناطق العسكرية الوهمية”.
وأوضح أنه “ليس في الإمكان على الإطلاق إنهاء الصراع المسلح في الزاوية، بطريقة حشد قوى عسكرية نظامية أو ميليشياوية من خارجها واقتحامها {وتحريرها}، ما دامت الميليشيات وحتى العصابات المتصارعة فيها، والتي تتناحر على غنائم تهريب الوقود والمهاجرين والمخدرات، متكونة من أبناء قبائل الزاوية نفسها، ولا يوجد بينها غرباء من خارجها إلا عناصر قليلة، وما دامت الــزاويــة منقسمة على ذاتها أُفقياً بين أطياف سياسية وطوائف قبلية، توفر بيئة ليست حاضنة بالضرورة للجماعات المسلحة المتصارعة، لكنها بيئة متواطئة بفعل الخوف والصمت والولاء القبلي والمصالح المادية”.
واستدرك بعيو: “رغم أنه من الإنصاف القول إن الحراك الشعبي الأخير، والذي لا يزال ضعيفاً وقد ينتهي إلى الفشل، أظهر أن كثيرين من أهالي الــزاويــة يرفضون استمرار صراع الميليشيات والعصابات، ويرغبون في استقرار مدينتهم، وإن يكن استقراراً مؤقتاً ومحفوفاً بمخاطر الانفجار، كهذا الاستقرار الهش الذي تعيشه المنطقة الغربية من مصراتة إلى زوارة امتداداً في العمق إلى العربان وجبل نفوسة”.
وأضاف: “لا أقول هذا دفاعاً عن الفريق محمد الحداد، ولا عن لجنة 5+5، ولا عن وحدات وقيادات وضباط الجيش في المنطقة الغربية، التي لا يوجد فيها جيش حقيقي موحد، بل تتقاسم السيطرة عليها مئات الميليشيات المسلحة، ويعمل تحت إمرتها وسيطرتها وسطوتها مئات ضباط الجيش والشرطة والأمن والمخابرات، ليس لأنهم موالون لها، ولكن لأنها توفر لهم مقومات معيشة وأمان أفضل من تلك التي يحصل عليها زملاؤهم المنخرطون في هياكل الجيش النظامي والجهات الأمنية الرسمية”.
وتابع بعيو: “ستبقى الــزاويــة تنزف حتى تموت لا سمح الله، أو ينتفض جميع أهلها ضد أبنائها الذين ينحرونها وينتحرون معها، أو أن يعقل هؤلاء المتناحرون، أو يحسم طرف قوي من بينهم الصراع وينفرد بالقوة والسيطرة وهذا شبه مستحيل، وإلى أن يحدث ذلك، وقد لا يحدث، سيبقى الحال على ما هو عليه سنوات طوال، حتى تقوم الدولة الوطنية القوية التي تحتكر السلاح والعنف،
وأشار إلى أن “ذلك مطلب كل الليبيين، لكنه مطلبٌ وحقٌّ ممنوع ومقموع من قوى الاحتلال الأجنبي المباشر وغير المباشر، تلك القوى والدول التي تجد لها من بيننا عملاء خونةً ينفذون أجنداتها القذرة، ويمثلون مصالحها الحقيرة”.
وأردف: “هؤلاء لو تعلمون أيها الليبيون هُم العدو”، مستطردا: “وإلى أن تثوروا عليهم، وتحرروا إرادتكم ووطنكم من قبضتهم، ستبقون حيث أنتم على هامش الوجود ومشارف العدم، وتبقون مجرد أجساد بشرية تعيش بلا قيمة، وتموت بلا معنى، وتُباع بلا ثمن”.