نائب إيطالي سابق: حكومة ميلوني تعرّض السلام في ليبيا للخطر

هاجم فيتو بتروتشيلي، الرئيس السابق للجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الإيطالي ورئيس معهد “إيطاليا بريكس” للدراسات، مشروع منظمة أراباتشي في الجنوب الليبي.
وحذر بتروتشيلي في مقابلة مع صحيفة “ليدنتيتا” الإيطالية، ترجمتها “الساعة 24” من مخاطرة الحكومة الإيطالية برئاسة جورجيا ميلوني بتفاقم الوضع المأساوي في فزان وتقويض الالتزام بالتهدئة والمصالحة في البلاد.
وشرح أن وزارة الخارجية الإيطالية تمول مشروعًا يغطي استغلال المهاجرين غير الشرعيين بدلاً من مساعدة السكان المحليين.
الصحيفة: ماذا يحدث في ليبيا بالنظر إلى اعتقال منسق مشروع مموّل من قبل وزارة الخارجية الإيطالية وتنظمه مؤسسة غير حكومية إيطالية، بتهمة توظيف مهاجرين غير شرعيين ؟
فيتو بتروتشيلي: الأخبار التي لم تنقلها وسائل الإعلام الإيطالية، والتي أريد أن أؤكد عليها، أنه تم القبض على منسق المنظمة غير الحكومية الإيطالية “آرا باتشي” في فزان لمساعدته هذه المنظمة غير الحكومية على إيواء المهاجرين غير الشرعيين القادمين من منطقة الساحل في جنوب ليبيا بشكل دائم تحت غطاء المشروع الذي من شأنه تعزيز تنمية الزراعة والمساهمة في التماسك الاجتماعي والاندماج السكاني، هذه الأخبار مهمة أيضًا لسبب آخر.
الصحيفة: وماهو هذا السبب؟
فيتو بتروتشيلي: منذ عام 2011، أي منذ هجوم حلف الناتو على ليبيا، أصبحت فزان بمثابة “العالم الثالث لليبيا”، نظرًا لأن الجميع معنيون فقط بطرابلس وبرقة، وفي السنوات الأخيرة، وقعت هذه المنطقة الغنية بالنفط والموارد الطبيعية الأخرى في أيدي العصابات المحلية، والعصابات التي تنظم عمليات الخطف بغرض الابتزاز أو الاستغلال، وعصابات من تجار البشر الذين يصلون أيضًا من الدول المجاورة، والجماعات المنظمة لتهريب الوقود داخل ليبيا وخارجها، وفوق كل ذلك، هناك تدخلات دقيقة من قبل مليشيات الدول المجاورة تساهم في الهجرة غير الشرعية.
الصحيفة: وماذا في ذلك؟
فيتو بتروتشيلي: إذا قامت وزارة الخارجية الإيطالية بتمويل مشروع للتنمية المستدامة بخمسة ملايين يورو، فلا ينبغي أن تسمح لهذا المشروع بإخفاء نوايا أخرى، وبالفعل، أعربت مؤسسات المجتمع المدني من فزان في أبريل الماضي عن قلقها لوزارة الخارجية الإيطالية بشأن الوضع الناجم عن هذا المشروع، وفي الواقع، أعلن عدد من رؤساء البلديات رفضهم الصريح لفكرة توطين المهاجرين في جنوب ليبيا، مؤكدين أنهم أبلغوا الجانب الإيطالي بضرورة إبرام أي اتفاق من هذا النوع مع الدولة الليبية التي تمثلها وزارة الحكم المحلي وليس مع البلديات مباشرة، كما تخشى الجمعيات من أن يصبح هؤلاء المهاجرون غير الشرعيين بمجرد نفاد أموال المشروع عمالا للعصابات التي تجوب جنوب البلاد.
الصحيفة: بالعودة إلى عملية السلام في ليبيا، إذا لم يفز أردوغان في الانتخابات في تركيا، فهل سيتغير موقف أنقرة من طرابلس؟
فيتو بتروتشيلي: انطباعي هو أن أردوغان سيفوز في الانتخابات مرة أخرى، حتى لو لم ينجح، فلن تتغير السياسة الخارجية التركية، لأنهم قوميون أكثر بكثير منا نحن الإيطاليين ومن المهم بالنسبة لهم الحفاظ على مراكز السيطرة الاستراتيجية، مثل ليبيا على وجه التحديد، بغض النظر عن ذلك المصالح الوطنية التركية محمية.