الدباشي: بجب علينا الاحتفال باليوم الوطني لتقنية المعلومات

قال إبراهيم الدباشي سفير ليبيا الأسبق لدى مجلس الأمن الدولي إن الاحتفال باليوم الوطني لتقنية المعلومات أمرٌ جيد أن نلتفت إلى التقنية ونحتفي بها بعد عقود من إهمالها رغم معرفتنا بأن من يملك التقنية هو من يقود في عالم اليوم بغض النظر عن موارده وعدد سكانه.
أضاف في تدوينة بفيسبوك قائلًا “بين بداية الاستخدام المدني للإنترنت ووقتنا الحالي الذي وصلنا فيه إلى استخدام الذكاء الاصطناعي مرورًا بتصنيع الرقائق وأشباه الموصلات هي ما يمكن أن نطلق عليه حقبة تقنية المعلومات وهي رغم أنها فترة زمنية قصيرة نسبيًا إلا أن التطور التقني فيها كان سريعًا والانجازات كبيرة ومذهلة لدرجة أن تقنية المعلومات أصبحت تشكل نمط الحياة اليومية للبشرية كافة خاصة بعد ظهور الهواتف الذكية وما صاحبها وتبعها من أجهزة يسّرت العمل وقرّبت المسافات وعوّضت عن الحضور الشخصي في كثير من الحالات وصولًا إلى الذكاء الاصطناعي الذي بقدر ما هو إنجاز فإن السيطرة عليه ومنع خروجه عن السيطرة يشكل تحدٍ للبشرية جمعاء”.
وتابع قائلًا “صحيح أن درجة استفادة الشعوب المختلفة من تقنية المعلومات تتفاوت حسب نسبة التطور الحضاري والقدرات الاقتصادية ولكن تبقى التقنية متاحة للجميع وبإمكان الجميع الاستفادة منها حسب حاجاته وإمكاناته. واليوم ونحن نحتفل باليوم الوطني لتقنية المعلومات حري بنا أن نحتفي بأبناءنا المتميزين في هذا المجال ونقف وقفة المتأمل لنرى موقعنا بين دول العالم وما يتوفر لدينا من إمكانيات وما أنجزناه في استخدام هذه التقنية للرقي ببلادنا وتوفير الخدمات لمواطنينا”.
وواصل “لا شك أننا كبلد شاسع وقليل السكان في أشد الحاجة إلى التوظيف الفعال لتقنية المعلومات خاصة وأن لدينا الامكانيات اللازمة لتوظيف هذه التقنية في مختلف المجالات؛ فجامعاتنا خرجت عشرات الآلاف من المتخصصين في تقنية المعلومات ويمكن إخضاعهم إلى برامج تدريبية إضافية وتوزيعهم على مختلف المرافق في إطار برنامج تدريجي للوصول إلى الحكومة الالكترونية والاستغناء عن المستندات الورقية في المعاملات اليومية بين المؤسسات العامة والخاصة وبين المواطن والدوائر الحكومية، كما يمكن الاستفادة من الآلاف منهم في مجالات الدفاع والأمن التي أصبحت تقنية المعلومات مكون أساسي من قدراتها، ويكفي أن نشير إلى تجربة شرطة دبي التي أصبح شبه مستحيل على المجرم أن يفلت منها بسبب التوظيف الفعال لتقنية المعلومات. كما أن الموارد المالية لا تنقصنا لتطوير المؤسسات العامة المعنية مثل الشركة العامة للبريد والاتصالات لترتقي خدماتها إلى مستوى نظيراتها في العالم المتقدم، وعلينا دفع شركات الاتصالات إلى تطوير خدمة الإنترنت من حيث السرعة والاستدامة، ويمكن أن نفسح المجال أكثر للقطاع الخاص لتوفير أفضل التقنيات لمختلف القطاعات وخاصة القطاع المصرفي لنتخلص من مشكلة السيولة والتسديد نقدًا التي تجاوزها الزمن في أغلب دول العالم، بل إنه في دولة مثل الصين بإمكانك أن تقوم بكل معاملاتك المالية عبر هاتفك المحمول وهو أمر يوفر الوقت والجهد والمال وله تاثير مباشر على الاقتصاد الوطني.”
واختتم قائلًا “علينا أن ناخذ في الاعتبار أن سوق تقنية المعلومات مفتوح وما هو مطلوب فقط تحديد الاحتياجات وتوفير المختصين والموارد وفق خطة واضحة وجدول زمني لتوطين أرقى التقنيات في مختلف المجالات لندخل فعلًا إلى القرن الواحد والعشرين الذي ما زلنا بعيدين عنه تقنيًا”.