اخبار مميزةملفات

رئيس “صادات” التركية يطالب بقانون يحمي شركته ويغسل سمعتها المشبوهة في ليبيا

كشف موقع “نورديك مونيتور”، عن سعي شركة “صادات” العسكرية “المتهمة بتدريب مرتزقة سوريين ونقلهم إلى ليبيا” إلى سنّ تشريع يسمح لها قانونا بالعمليات العسكرية داخل تركيا وخارجها.

وسلط الموقع التركي المعارض والذي يبث من السويد، الضوء على تصريح الرئيس التنفيذي لشركة “صادات” الدولية التركية العسكرية الخاصة للاستشارات الدفاعية والإنشاءات والصناعة والتجارة المساهمة، بأن هناك نقصًا في التشريعات في تركيا التي تسمح بتقديم الخدمات العسكرية من قبل الشركات العسكرية الخاصة إلى القوات المسلحة للدول الأجنبية، مطالبًا بسن اللوائح على وجه السرعة، في محاولة لإبعاد الشركة عن سمعتها المتنامية بالتورط في أنشطة مشبوهة وغير قانونية على الصعيدين المحلي والدولي.

وقال “نورديك مونيتور”، في تقرير رصدته وترجمته “الساعة 24” إن “صادات” وهي وحدة شبه عسكرية موالية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تقدم من خلال مشاركتها في العديد من الدول العربية والإفريقية، التدريب العسكري والمشورة بشأن الاستراتيجيات العسكرية المتوافقة مع صناعة الدفاع التركية، التي تسيطر عليها في الغالب عائلة أردوغان والمقربون منه.

ولفت الموقع إلى أنه بعد المعرض الدولي لصناعة الدفاع، الذي عُقد في تركيا خلال الفترة من 25 يوليو إلى 28 يوليو 2023، والذي شاركت فيه شركة “صادات”، ادعى الرئيس التنفيذي للشركة، علي كامل مليح تانريفيردي، في 30 يوليو، أن تركيا أصبحت النجم الساطع للعالم التركي والإسلامي بسبب البرامج الاقتصادية والسياسية الناجحة التي تم تنفيذها في السنوات العشرين الماضية.

وأضاف تانريفيردي، أنه نتيجة لذلك، فإن تركيا ارتقت إلى مرتبة دولة رائدة يُتوقع أن تساعد في مختلف المجالات، بما في ذلك الشؤون العسكرية والأمنية، مؤكدا أن تركيا ملتزمة بمساعدة الدول الصديقة من خلال “اتفاقيات التعاون العسكري والأمني”، مضيفًا أن هذه الجهود، مع ذلك، ليست كافية.

ويعتقد تانريفيردي أن الشركات التركية تحتاج إلى تشريعات لتقديم خدمات التدريب العسكري بشكل قانوني، وأنه إذا تمت معالجة هذا القصور، يمكن للشركات التركية الظهور كأداة سياسية بديلة للحكومة والتنافس بفعالية مع الشركات الغربية التي تتلقى الدعم من حكوماتها.

ونوه الموقع إلى أنه يحظر حاليًا على أي كيان آخر غير القوات المسلحة التركية تقديم تدريب عسكري داخل حدود تركيا، ومع ذلك، يصر مسؤولو شركة “صادات” على أن التدريب العسكري الذي يقدمونه يتم في أراضي الدول المستقبلة.

كما يزعم مسؤولو شركة “صادات” أن عدم وجود اعتراف قانوني في تركيا هو سبب عدم قدرتهم على التنافس مع الشركات الأجنبية، لأنهم غير قادرين على تقديم شهادات الاعتماد والمؤهلات اللازمة التي تطلبها القوات المسلحة للدول التي يسعون إلى التعامل معها.

ومع ذلك، لم يقدم الرئيس التنفيذي لشركة “صادات” أي معلومات حول كيفية عملهم مع الحكومات الأجنبية التي يتعاملون معها بالفعل، وفق “نورديك مونيتور”.

وأشار الموقع إلى قول “تانريفيردي” بأنه بمجرد وضع اللوائح ستتمكن شركات مثل “صادات” من الحصول على التصاريح اللازمة لتقديم خدمات بشكل قانوني مثل الكوماندوز والمظلات والهجوم تحت الماء والتدريب على العمليات في المناطق الحضرية.

كما ذكر تانريفيردي أن شركة “صادات” قدمت بالفعل مشروع اقتراح للتشريع ومبرراته للحكومة والبرلمان في تركيا، فخلال ظهوره مؤخرًا على أحد البرامج على اليوتيوب، اشتكى من الحصة السوقية الكبيرة التي تتمتع بها الدول الغربية التي أنشأت بالفعل أكاديميات تدريب عسكري في العديد من الأسواق المستهدفة، وزعم أنه على عكس الادعاءات، لم تشارك شركة “صادات” في أي عمليات في سوريا وليبيا، ولم تقدم أي خدمات في هذين البلدين.

وعلق “نورديك مونيتور”: لطالما كانت شركة “صادات” موضوع نقاش في تركيا بسبب هيكلها الغامض وتورطها في علاقات مشبوهة، لقد كان هدفًا للعديد من المزاعم، بدءًا من تدريب الجهاديين في سوريا وتركيا إلى نقل المقاتلين إلى ليبيا.

وأبرز “نورديك مونيتور” العديد من التساؤلات حول دور شركة “صادات” خلال محاولة الانقلاب المثيرة للجدل في تركيا في 15 يوليو 2016، والتي يعتقد الكثيرون أنها كانت عملية مزيفة استخدمها الرئيس التركي أردوغان لتطهير الجيش من خصومه، وأفادت الأنباء أن الضباط المتقاعدين المنتمين إلى شركة “صادات” نظموا الجماهير في الشوارع أثناء محاولة الانقلاب، وادعوا بفخر أنهم قاتلوا ضد الجنود المنشقين.

ويضيف الموقع: أسست شركة “صادات” من قبل عدنان تانريفيردي ورفاقه في 22 فبراير 2012، لافتا إلى أن عدنان تانريفيردي، والد حكمت تانريفردي، كان ضابطا عسكريا سابقا عمل كمستشار رئيسي لأردوغان لسنوات، غير أنه كان عليه أن يترك منصبه بعد ذلك.

ويُزعم أن عدنان تانريفيردي قدم قوائم تنميط تضمنت أسماء الضباط الذين يُعتبرون من المعارضين لأردوغان داخل الجيش التركي، ويُعتقد أن هذه القوائم استُخدمت لتطهير الجيش التركي من آلاف الضباط الأتراك الموالين لحلف الناتو في أعقاب محاولة الانقلاب في عام 2016.

وأورد “نورديك مونيتور” تأكيد وزارة الدفاع التركية في عام 2021 على مضض أن الضباط العسكريين المتقاعدين الذين ينتمون إلى شركة “صادات” جلسوا في مجالس الامتحانات العسكرية وشاركوا في مقابلات التجنيد.

إلى هذا، ذكر “نورديك مونيتور” أنه في يونيو 2020، سعى مقررو الأمم المتحدة للحصول على معلومات من الحكومة التركية حول دورها في تجنيد وتمويل ونشر المقاتلين السوريين في ليبيا، وأشارت المزاعم إلى أن تركيا نشرت مرتزقة، بينهم أطفال، من الجماعات المسلحة السورية لدعم حكومة الوفاق الوطني في طرابلس.

وكشفت رسالة للأمم المتحدة عن تورط المقاول شبه العسكري التركي، شركة “صادات”، في هذه العمليات، للمساعدة في اختيار الجنود ووثائق سفرهم.

واستند “نورديك مونيتور” إلى زعيم المافيا التركية، وحليف أردوغان السابق، سادات بيكر، الذي كشف في عام 2021، عن دور شركة “صادات”، في تسهيل النقل غير المشروع للأسلحة والإمدادات إلى الجماعات الجهادية المسلحة في سوريا، ففي محادثة مسجلة على “الفيس تايم” نشرها بيكر بنفسه، أكد مشاركته في إرسال أسلحة بحجة المساعدات الإنسانية إلى سوريا بالتعاون مع شركة “صادات”.

وفي مقطع فيديو حصل عليه موقع “نورديك مونيتور” من مقابلة إذاعية في عام 2021، اعترف حكمت تانريفيردي علنًا بأن شركة “صادات” تعمل مع وكالة المخابرات التركية، وتنسق الإجراءات مع الدبلوماسيين ومسؤولي الدفاع الأتراك.

وذكّر “نورديك مونيتور” بأنه في 13 مايو 2022، فاجأ زعيم المعارضة التركية الرئيسي، كمال كيليجدار أوغلو الجميع بإدلائه ببيان صحفي أمام مقر شركة “صادات” في اسطنبول، قائلا إن تركيا لن يتم تسليمها أبدًا إلى المنظمات شبه العسكرية، مشيرا إلى شركة “صادات” على أنها منظمة شبه عسكرية كانت تخدم الرئيس التركي أردوغان.

وزعم كيليجدار أوغلو أن أهداف شركة “صادات” تتركز في التدريب على الحرب غير النظامية، وتشمل أنشطة مثل التخريب والكمائن والاغتيالات والإرهاب، مؤكدا أن شركة “صادات” متورطة في تدريب الإرهابيين.

ورفعت شركة “صادات” دعوى تشهير ضد كيليجدار أوغلو، نافية مزاعمه، وانتهت الإجراءات القانونية في أبريل 2023، بحكم المحكمة لصالح شركة “صادات”، وأمرت كيليجدار أوغلو بدفع تعويضات.

وأردف “نورديك مونيتور”: “تجدر الإشارة إلى أنه في تركيا، حيث يُنظر إلى القضاء على أنه تحت سيطرة الحكومة، غالبًا ما يتم الحكم في دعاوى التشهير المرفوعة ضد سياسيي المعارضة لصالح أنصار الحزب الحاكم”.

وتابع الموقع التركي من السويد في تقريره: عرضت شركة “صادات” إعلانًا تجاريًا خلال مقابلة تلفزيونية مباشرة على قناة “تي في 100” وهي قناة معروفة بمعارضتها للحكومة التركية، حيث ظهر كيليجدار أوغلو كضيف في 14 يناير 2023، وأثناء المقابلة، عرض الإعلان جنودًا ملثمين على الشاشة، وبعد ردود الفعل القوية على الإعلان، اضطرت إدارة القناة إلى تقديم اعتذار.

واستكمل التقرير: مؤخرا، كان حكمت تانريفردي حاضرا في الوفد الرسمي خلال زيارة الرئيس التركي أردوغان إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر الشهر الماضي، مختتما بأن المعارضة التركية اتهمت أردوغان بالتضليل، مستشهدة ببيانه السابق الذي يدعي عدم الانتماء لشركة “صادات”.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى