ليبيا

شلقم: أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية شفيت تماماً من الانقلابات العسكرية

قال عبد الرحمن شلقم وزير الخارجية ومندوب ليبيا الأسبق لدى مجلس الأمن الدولي إن في الدول الهشة، تكون السلطة هي الطريدة التي يلاحقها الأقوياء، وهي الغنيمة التي يحلم بها من يمتلك السلاح، وهو ما يسمى الجيش، و يتربص المغامرون وهم في ثكناتهم أو مكاتبهم، كما تتربص الحيوانات الكبيرة المفترسة وسط السافانا أو الأعشاب، وتكتم أنفاسها، استعدادا للهجوم على الطريدة الغنيمة (السلطة) في الظلام، وبعضهم يأخذ بتكتيك الرجل الذي يهاجم الأسد ليفتك منه ما اعتلى عليه من الحيوانات، وآخرون يكونون الضباع، (الجنرال المبدع لتكتيك معركة الاستيلاء على الغنيمة).

أضاف في مقال بصحيفة الشرق الأوسط اللندنية أن “الانقلابات التي تقوم بها جيوش لا تحارب إلا بني أوطانها، وتتحول إلى قطعان ضباع، تتعارك على الغنيمة الفريسة، وتمتد سلسلة القتال على ما تم الاستيلاء عليه. كيف تتحول السلطة إلى طريدة تلاحقها أحلام من يمتلك السلاح؟ هؤلاء هم فصيلة ناطقة من الضباع التي تدربت في أدغال مظلمة، لا يمكن أن تنتمي إلى التكوينات نفسها التي يطلق عليها اسم الجيش في الدول المتحضرة، التي يخضع كبار جنرالاتها لقوة الشريعة المترسخة في أوطانهم. حيث تكون المهمة الأساسية للجيوش، هي الذود عن أمن الأوطان وحماية أراضيها” وفق تعبيره.

وواصل قائلًا “الانقلابات العسكرية، من علامات التخلف، وهي الفيروس الأخطر الذي يخلقه دون توقف. لقد شُفيت قارة أميركا الجنوبية إلى حد كبير من هذا الوباء الرهيب، وفي القارة الآسيوية تراجع أيضا وبشكل كبير. عن أوروبا لا نتحدث، فقد بلغت شعوبها سن الرشد الخاص، بعد أن تحولت إلى منبع الفكر والإبداع والعلم والصناعة، وصارت الشرعية مقدسة لا يقترب منها مغامر أو صائد ليل، لينهب الناس والوطن، ويحولهم فريسة، يغرس في رقبتها أنيابه، وينهش لحمها” وفق تعبيره.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى