اخبار مميزةمقالات
بعيو: في الاحتفال بصيانة جامعة بنغازي.. قلبي كان هناك

كتب رئيس المؤسسة الليبية للإعلام، محمد عمر بعيو عبر صفحته على موقع “فيسبوك”: قبل عشرة أشهر، وتحديداً في منتصف فبراير الماضي، وكنت يومها في مدينة بنغازي عائداً من زيارة إلى واحة الكفرة، تلقيت دعوة من المهندس أبوالقاسم خليفة حفتر والأستاذ حاتم العريبي، إلى جولة في جامعة بنغازي جامعتي العريقة التي تخرجت منها قبل 39 سنة، والتي صدرت تعليمات القائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة حفتر بالشروع في معركة صيانتها، أو على وجه الدقة إعادة بنائها وتجهيزها بكلياتها ومرافقها ومقراتها،
رغم ضعف الموارد المادية وغياب الإمكانيات، بعدما تراجعت حكومة عائلة الدبيبات عن وعودها بالشروع في هذا العمل الوطني الكبير، واختارت وقد احتلت العاصمة واغتصبت ثروة ليبيا أن تمنع التمويل التنموي {الحقيقي وليس الدعائي المزيف} عن معظم أنحاء البلاد، وأن تهدره متواطئة مع حلفائها في مؤسسات وأجهزة الدولة الفاشلة الفاسدة في المشاريع الوهمية التي هي أبواب وأسباب للسرقة والنهب، وفي شركات وأجهزة معينة خاضعة لهم مثل الشركة العامة للكهرباء وجهاز تنمية وتطوير المراكز الإدارية والشركة القابضة للإتصالات وغيرها من كهوف الجريمة والفساد.
في ظهيرة ذلك اليوم الفبرايري البارد الممطر وأذكر أنه يوم خميس، تجولت مع الشابين المتحمسين أباالقاسم وحاتم في مباني وكليات جامعة بنغازي، مبتدأين بالمقر الجميل العملاق ذي القبة الذهبية الشهيرة مبنى الإدارة العامة للجامعة، الذي كان يومها شبه مدمر وقد خربته عناصر الإرهاب التي احتلت الجامعة سنوات 2015 و 2016 وحولتها إلى ساحة حرب انهزمت فيها بفضل الله ثم ببطولات وتضحيات الرجال، وغادرتها مذمومة مهزومة بعد أن تركتها خرائب وأطلال.
قالا لي بصوت واحد {قبل أن ينتهي هذا العام ستراها بمشيئة الله مثلما عرفتها يا عمي محمد قبل أربعين عاماً} وقبل أن يرى كلا الشابين نور الحياة في هذه الدنيا، أشفقت عليهما من صعوبة التحدي وربما استحالة الوفاء بهذا الوعد، ليس تشكيكاً في عزائم الرجال لكن لأنني أعرف حجم التحدي ومقدار المصاعب بل المستحيلات، لكنني دعوت الله أن يوفقهما ويوفق كل من يعمل لأجل ليبيا الحبيبة صادقاً في محبته وانتمائه مخلصاً في عمله وعطائه، وعاهدتهما أنني سأكون معهما بإذن الله يوم إنجاز العمل وافتتاح المباني إن امتد بي العمر ولم تسبق إلى روحي يد المنون.
ظهر اليوم الجمعة 15 ديسمبر وكنت قد وصلت البارحة إلى طرابلس لبعض انشغالات عائلية، اتصل بي المهندس أبوالقاسم حفتر والأستاذ حاتم العريبي، ليوجها إليّ دعوة كريمة لحضور حفل افتتاح مباني الإدارة العامة ومدخل الجامعة سألتهما متى وقد أخبرتهما أنني في طرابلس قالا اليوم بعد العصر..
يا الله كم تأسفت وتألمت لعدم علمي بالموعد مسبقاً، وتمنيت لو كان لي جناحان أطير بهما إلى هناك لأكون هناك في المكان والزمان، حيث في ذاك المكان وقبل أربعة عقود من عمر الزمان قضيت أجمل سنوات عمري، قلت لهما لم ينتهِ العام إلاّ وقد وفيتم بما وعدتم قبل عشرة أشهر وأنا على ذلك من الشاهدين، فشكراً لكم وطوبى لكم ولكل الشباب الصادقين العاملين الذين انتدبهم القدر لبناء وإعمار ليبيا الحبيبة، وتحدتهم المستحيلات فما وهنوا ولا تراجعوا وقال للمستحيل لست قدراً فقدر الله لهذه البلاد أن تكون لا أن تزول.
تابعت الحفل منقولاً عبر تلفزيون المسار وقد حضره القائد العام المشير خليفة حفتر ونواب رئيس مجلس النواب الأستاذين فوزي النويري ومصباح دومة ورئيس الحكومة الليبية الشاب الدكتور أسامة حماد، كان مقعدي خالياً للأسف لكن قلبي كان هناك فمن كان عاشقاً مثلي لهذا الوطن الجميل ولعاصمة المحبة فيه بنغازي ولدُرّة تاجه جامعة بنغازي لا تمنع المسافات روحه أن تكون حيث تكون الوطنية الليبية في أبهى تجلياتها وأروع مظاهرها ..الإنجاز على الأرض والإلتقاء على بساط المحبة والإنتماء.