العبيدي: لا يمكن تحقيق مصالحة وطنية بالمغالبة

أكد الكاتب الصحفي جبريل العبيدي، أنه لا يمكن تحقيق مصالحة وطنية بالمغالبة، مشددا على أن جلوس الليبيين، دون غالب أو مغلوب، على طاولة واحدة هو الحل.

وقال العبيدي في مقال له بصحيفة «الشرق الأوسط»: “المصالحة السياسية والوطنية تبدأ حيث انتهت الحرب وتوقف القتال وسكتت البنادق والمدافع، وجلوس الليبيين، دون غالب أو مغلوب، على طاولة واحدة هو الحل، فلا يمكن تحقيق مصالحة وطنية بالمغالبة، فالبلاد التي طال ركودها في حاجة لمشروع جاد ومقنع وفعال للمصالحة الوطنية”.

وأضاف “نجاح أي مبادرة يتعلق بالمصالحة الوطنية بين الأطياف المختلفة في البلاد التي تبدأ بجبر الضرر وإعادة الحقوق إلى أصحابها، ومن بينها إعادة جثامين القذافي ورفيقيه المغيبة منذ سنين، فمن بين عقبات المصالحة الاستمرار في إخفاء قبر الرئيس الليبي الراحل ورفيقيه ابنه المعتصم ووزير دفاعه الفريق أبو بكر يونس جابر، وهذا يعد حجر عثرة أمام أي مصالحة وطنية، خصوصاً بعد انسحاب أنصار القذافي من تحضيرات مؤتمر المصالحة الوطنية، بسبب استمرار إخفاء مكان دفن القذافي”.

وتابع “في ظل أي مشروع مصالحة سواء سياسية أو وطنية حقيقية، لا يمكن تجاهل أنصار القذافي أو النظام السابق كونهم جزءاً مهماً من المكونات السياسية الليبية، فهم كأنصار فبراير وأنصار الملكية، وبالتالي لا يمكن تحقيق مصالحة سياسية بتغييب أي طرف سياسي ما دام الهدف من المصالحة السياسية هو تحقيق مصالحة وطنية كخطوة كمتقدمة، فالبدء بالمصالحة السياسية سيسهل المصالحة الوطنية بعد تغليب مصلحة الوطن على المصلحة السياسية، واتخاذ رؤية توافقية تفتح الطريق أمام المصالحة الوطنية بشكل ناجع”.

واستطرد “بغض النظر عن فترة حكم القذافي ما لها وما عليها، إلا أنه في حقيقة الأمر كان حاكماً لليبيا طيلة 42 عاماً، وكان يعد الرئيس الليبي والممثل لها في المحافل الدولية، وبالتالي حان وجوبُ دفنِه بطريقة لائقة إسلامياً وعربياً ورسمياً ضمن جنازة رسمية تطوي صفحة الماضي بين جميع الليبيين”.