حماد: لابد أن تقف صفاً واحداً ضد أي محاولة للنيل من استقلال ليبيا

ألقى رئيس مجلس وزراء الحكومة الليبية أسامة حماد، كلمة، خلال مشاركته في إحياء الذكرى 72 لاستقلال الدولة الليبية، ويأذن لانطلاق فعاليات بنغازي عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي.
وقال حماد:” أصالة عن نفسي وبالنيابة عن جميع أعضاء الحكومة الليبية، أتقدم باحر التهاني وأطيب الأماني للشعب الليبي العظيم، بمناسبة الذكرى الثانية والسبعين لاستقلال ليبيا، وكذلك بمناسبة اختيار مدينة بنغازي العامرة عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي لعامي 2023/2024 م”.
وشدد حماد، على ضرورة استحضار الصعوبات والظروف التي جاء بها الاستقلال، كنتيجة حتمية لجهاد الأجداد والإباء المؤسسين للدولة الليبية، ضد الاستعمار في كل مراحله الزمنية، والذي رفضته كل شرائح الليبيين، وتوج نضالهم وجهادهم بدعم هذا الاستحقاق المهم، وبجهود الليبيين جميعاً رغم انقسامهم السياسي بسبب المصالح الإقليمية المتباينة في ذلك الوقت، إلا انهم اتخذوا موقفاً موحداً تجاه مستقبل بلادهم، وراحوا يطالبون بسياسة من شأنها تحقيق الوحدة بين طرابلس وبرقة وفزان”.
وأضاف:” الأجداد تم دعمهم من كافة الدول العربية وعلى رأسها جمهورية مصر العربية الشقيقة، ونتيجة لهذا النضال وهذه الجهود الحقيقية، أدرجت قضية استقلال ليبيا لأول مرة في جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 1948، إلى أن أسفرت هذه المساعي بالحصول على الاستقلال في 24 ديسمبر 1951، ومن هذا التاريخ أصبحت ليبيا دولة حرة مستقلة، وأصبح هذا اليوم عيداً وطنياً لكل الليبيين دون استثناء”.
وأكد أن صعوبة الحصول على الاستقلال لا تقل صعوبة عن الحفاظ عليه، ورغم ما مرت به ليبيا من عثرات وحروب، إلا أن شعبها العظيم يثبت مراراً وتكراراً أنه شعب واحد لا تفرقه التوجهات والاختلافات أيا كان نوعها، ويقف صفاً واحداً ضد أية محاولة للنيل من استقلال ليبيا أو التعدي على سيادتها وأرضها”.
ولفت إلى أن منظمة الأمم المتحدة كانت داعمة للحصول على الاستقلال في حينه، إلا أنها الأن ومن خلال سياستها الموجهة من بعض الأطراف الدولية، صارت تدعم النيل من هذا الاستقلال بطرق غير مباشرة، وترسخ أفعال التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد، عبر مبعوثها الحالي في بعثة الدعم في ليبيا، والذي يحاول بإستماتة غريبة، إرساء وتنفيذ سياساته المنحازة لطرف على حساب الأخر، تحقيقا لرغبات دولية معادية للشعب الليبي، مما يعمق أسباب الانقسام والتشظي.
واستطرد:” رغم موقف مجلس النواب الليبي والقيادة العامة للقوات المسلحة من مخططاته ورفضهم لها رفضا قاطعاً، إلا أننا لاحظنا إصراره وعن طريق بعض السفراء والمبعوثين الدبلوماسيين لبعض الدول الداعمين له، قيامهم بجولات وتنقلات داخل المدن، وهذا الأمر ينال من السيادة الليبية، ويتعارض مع الاستقلال، ويهدر دماء الشهداء الأبرار الذين رووا التراب الليبي بدمائهم الزكية، وعلى رأسهم شيخ الشهداء عمر المختار”.
ودعا حماد، جميع الليبيين للحفاظ على استقلال دولتهم من التدخلات الخارجية في شؤونهم، ومحاولة فرض أجندات مشبوهة، والتأكيد على أن الحل لأي مشكلة ليبية، لابد أن يكون ليبي ليبي، وبعيداً عن هذه التدخلات السافرة”.
وشدد على أن اختيار مدينة بنغازي عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي، هو حدث مهم جداً، ويسطر بأحرف من نور تاريخ هذه المدينة ورفعتها ، وليعلم الجميع أن هذا الاختيار لم يأت من فراغ، وإنما جاء بعد كفاح طويل، قامت به القوات المسلحة الليبية بقيادة المشير خليفة بلقاسم حفتر، نتج عنه القضاء على الإرهاب والإرهابين في هذه المدينة العصية، وباقي المدن في شرق البلاد وجنوبها”.
ونوه بأن الإرهابيين حاولوا طمس هويتها التاريخية والثقافية والإسلامية، من خلال تسترهم بالدين وهو منهم براء”.
وأوضح أن الحكومة الليبية بدأت بمشاركة القيادة العامة للقوات المسلحة- بعد أن انتهت الحرب على الإرهاب- حرباً ضد الخراب والدمار عن طريق أدوات التنفيذ المتمثلة في لجنة الإعمار و الاستقرار.
وتابع:” ما إن انعم الله علينا بنعمة الأمن والأمان، حتى انطلقت التظاهرات الثقافية والاجتماعية في المدينة، وتم عقد معارض الكتب وتنظيم المسابقات الدولية في حفظ كتاب الله، وأخيراً إنجاز مراحل هامة من صيانة جامعة بنغازي، رمز المدينة علمياً وثقافياً، وغيرها من المناشط التي استحقت بموجبها مدينة بنغازي هذا الاستحقاق الدولي”.
واختتم حماد كلمته، قائلا:” نعود ونهنئكم بهذه المناسبة العظيمة، ونعطي الإذن بإيقاد شعلة الاحتفال بالذكرى الثانية والسبعين لاستقلال ليبيا، وبمناسبة اختيار مدينة بنغازي عاصمة للثقافة في دول العالم الإسلامي”.