كورييري ديلا سيرا: “سماء المتوسط” الليبية استأجرت طائرات أوروبية لرحلاتها إلى إيطاليا
كشفت صحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية عن عودة الرحلات الجوية المباشرة بين إيطاليا وروما بعد 9 سنوات من الحظر الأوروبي، وذلك باستئجار الشركات الليبية طائرات أوروبية غير مدرجة على “القائمة السوداء” لشركات النقل الصادرة عن وكالة سلامة الطيران الأوروبية.
وسلطت الصحيفة الإيطالية الضوء على هذا الملف، قائلة في تقرير رصدته وترجمته “الساعة 24”: “في 4 ساعات ونصف، في يوم عيد الميلاد، طارت طائرة الخطوط الجوية (سماء المتوسط) من طراز إيرباص A320 من مطار معيتيقة الدولي بطرابلس، إلى مطار فيوميتشينو بروما وبالعكس بالرمزين BM522 وBM523”.
وأضافت الصحيفة الإيطالية أن “هذا ليس مجرد أي رابط، فإيطاليا هي الدولة الكبيرة الوحيدة في الاتحاد الأوروبي التي لديها حاليا رحلة جوية مباشرة مع دولة ذات أهمية استراتيجية لأوروبا، ولكنها مضطربة داخليا، وآخر الرحلات من هذا النوع كانت قبل 9 سنوات”.
مذكرة التفاهم
بعد أسابيع من الاجتماعات والوساطات والتحليلات الفنية، تم التأكيد مرة أخرى على استئناف الرحلات المباشرة بين إيطاليا وليبيا في 17 ديسمبر، عندما وقّع رئيس الهيئة الوطنية للطيران المدني الإيطالي، بييرلويجي دي بالما، موفداً من نائب رئيس الوزراء ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي، أنطونيو تاياني، في طرابلس مذكرة التفاهم بين الهيئة الوطنية للطيران المدني الإيطالية وهيئة الطيران المدني الليبية.
بموجب هذه المذكرة، تصبح إيطاليا أكبر دولة في الاتحاد الأوروبي تسمح برحلات جوية مباشرة مع ليبيا، والثالثة إذا تم أخذ مالطا واليونان في الاعتبار أيضًا، إذ إن هناك رحلات بين بنغازي وأثينا.
لكن في حين أن الخطوة التي اتخذتها الدولتان الأخيرتان في الاتحاد الأوروبي لم تثر أي ردود فعل معينة، إلا أن الاتفاقية الإيطالية الليبية أثارت بعض الشكوك في فرنسا، حسبما أوضحت مصادر دبلوماسية لصحيفة كورييري ديلا سيرا، لدرجة أنها حاولت في الأسابيع القليلة الماضية إيقاف كل شيء عن طريق طرق باب وكالة سلامة الطيران الأوروبية.
“القائمة السوداء” لشركات النقل
في عام 2014، أصدرت وكالة سلامة الطيران الأوروبية نشرة عن ليبيا معتبرة إياها “منطقة حرب”، ولذلك طُلب أن يُؤخذ في الاعتبار خطر “الهجمات المتعمدة وغير المتعمدة على الطيران المدني على جميع الارتفاعات”.
لا يوجد حظر صريح لأن الأمر متروك للهيئات التنظيمية الوطنية والشركات الفردية لتقرير ما إذا كانت ستسافر إلى ليبيا أم لا.
وزارة الخارجية الإيطالية حاليًا «تنصح بعدم» السفر «بأي صفة»، ثم هناك “قائمة شركات الطيران الخاضعة لحظر التشغيل في الاتحاد الأوروبي”.
الطائرات المالطية
“القائمة السوداء” صارمة ولا تستطيع شركات الطيران الليبية التحليق في سماء الاتحاد الأوروبي.
ومع ذلك، لا تظهر الخطوط الجوية “سماء المتوسط” في الإصدار الذي تم تحديثه في نوفمبر.
وتنص إحدى نقاط مذكرة التفاهم على أن «الشركة المعينة من قبل ليبيا للرحلات الجوية مع إيطاليا يمكنها استخدام طائرات التأجير الشاملة للخدمة (استئجار طائرة بما في ذلك طاقم شركة الطيران والتأمين والصيانة) لشركة طيران غير مدرجة في القائمة السوداء للاتحاد الأوروبي.
وبهذه الطريقة، استأجرت شركة “سماء المتوسط” طائرات من شركة مالطية، وهي شركة “مالطا ميد إير”.
دور الدبلوماسية
علّق رئيس الهيئة الوطنية للطيران المدني الإيطالية بييرلويجي دي بالما بعد التوقيع مع نظيره الليبي: “أشارك أفكار السفير الإيطالي في طرابلس، جيانلوكا ألبيريني، الذي سلّط الضوء في الأيام الأخيرة على أهمية الوجود التاريخي للشركات الإيطالية”.
وأضاف: “الاتفاقية تفتح فرصًا جديدة تعزّز الروابط وهي نتيجة للعمل الذي تم تنفيذه، بناءً على إشارة الحكومة الإيطالية، من قبل الهيئة الوطنية للطيران المدني الإيطالية بدعم من وكالة المعلومات الخارجية والأمن الإيطالية والسفارة الإيطالية”.
يشار إلى أن الاتحاد الأوروبي كان أدرج على قائمة الحظر 7 شركات ليبية بينها الخطوط “الإفريقية” وشركة “ليبيا للطيران” و”الخطوط الجوية الليبية”.