عمليات “زراعة القرنية” بين طرابلس وبنغازي.. والخوجة تلجأ للشائعات

فند مواطن شائعات نشرها مستشفى العيون بطرابلس عن الوضع الطبي لزوجته، بعد ادعاء تدهور حالتها الصحية.
وأكد المواطن في مقطع فيديو نشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن فريقا طبيا مصريا نجح في إجراء جراحة القرنية لزوجته بمركز بنغازي الطبي.
ووجه المواطن الشكر إلى مركز بنغازي الطبي والقائمين عليه والأطباء الذين لا يزالون يتابعون حالة زوجته، التي تعاني من نقص في المناعة ولا زالت تتلقى العلاج.
واستنكر المواطن من الصورة التي نشرها مستشفى العيون بطرابلس على موقع “فيسبوك” على أنها لزوجته، قائلا هذه الصورة غير حقيقية.
محاولة تشويه
وكان مستشفى العيون في طرابلس غبر صفحته على “فيسبوك” صورة لعين مريضة تحت عنوان: “حدث ما لا يحمد عقباه وحالات مضاعفات نتيجة إجراء عمليات زراعة قرنية داخل مستشفى العيون بنغازى خارج الإطار القانوني”، ما أثار تخوف عدد من المواطنين.
وفي هذا السياق، أكد مصدر مسؤول بمركز بنغازي الطبي سلوك الطريق القانوني للرد على هذه الشائعات ومعاقبة من يقف وراءها لتشويه سمعة المركز والاستفادة من الحالة التي يعملون عليها لتخويف المواطنين.
واستغرب المصدر الطبي ما وصفها بحملات التشويه غير المبررة التي يشنها مستشفى العيون في طرابلس ضد مركز بنغازي الطبي، بعد استقدامه فرقا طبية محلية ودولية نجحت في علاج المواطن الليبي داخل بلاده دون الحاجة لتحميله مشقة السفر والتنقل من مكان لآخر.
وقال المصدر: “مركز بنغازي الطبي نجح في إجراء العديد من العمليات للمرضى الذين يتوافدون عليه من مختلف المناطق الليبية، ومن بينها جراحات القرنية، والمهم في النهاية هو تقديم خدمة متميزة للمواطنين”.
مناكفات “رانيا الخوحة”
في المقابل أرجع مصدر بمستشفى العيون في طرابلس رفض الكشف عن هويته سبب الهجمات المتكررة من مسؤولي المستشفى ضد مركز بنغازي الطبي، إلى الانقسام فى ملف علاج العيون في ليبيا.
وأوضح المصدر أن مسؤولي مستشفى العيون في طرابلس ضاق صدرهم من استمرار مركز بنغازي الطبي في إجراء جراحات بالقرنية دون “أخذ أوامر منهم”، معتبرا أن هذا الانقسام في ملف العلاج نتيجة للانقسام السياسي والتجاذبات بين بيعض القطاعات والجهات داخل المؤسسات الليبية.
واستطرد المصدر: “إن رئيس مستشفى العيون بطرابلس رئيس هيئة زراعة القرنية رانيا الخوجة تريد احتكار جراحات القرنية، وتنظم قوافل طبية لعدد من المدن من وقت لآخر”.
وتابع المصدر قائلا: “لا أستطيع التبرير بعد تفنيد الزوج لما تم نشره على صفحة مستشفى العيون بطرابلس، فأقواله تضعنا في موقف حرج، ويجب مساءلة من أوقعنا فيه، إن كان يهمنا حقا المريض في الدرجة الأولى”.
ودعا المصدر الطبي “الخوجة” إلى الابتعاد عن المناكفات السياسية والشائعات، قائلا: “الأطباء في الشرق والجنوب ليبيون ويقدمون خدمة للعلاج لأبناء مناطقهم وهذا الجهد يشكرون عليه، ولا يصح أن نقف أمامهم ونعرقل جهودهم بسبب نزاعات سياسية لا طائل من ورائها، فيجب على كل الزملاء في العمل الإنساني توحيد الجهود”.
نجاح توطين العلاج
وتساءل أحد استشاريي جراحة العيون وتصحيح الإبصار في بنغازي عن دوافع رانيا الخوجة من خلق صراعات في علاج الليبيين، قائلا: هل هذا يعود حقا للخلافات السياسية في الداخل، أم بسبب التعاون مع فرق طبية مصرية؟
وأوضح الطبيب الاستشاري أن عمليات جراحة العيون في الشرق الليبي ازدهرت في الآونة الأخيرة في إطار توجيهات وزارة الصحة بالحكومة الليبية والقيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية من أجل تسهيل توطين العلاج بالداخل ورفع أعباء السفر عن المواطنين.
وأعطى الاستشاري لمحة عن وضع مرضى العيون بمدن المنطقة الشرقية في الفترة الأخيرة، مبينا أن قوائم الانتظار لجراحات العيون داخل مركز البيضاء الطبي بلغ عددها 588 حالة في ديسمبر الماضي، من مختلف مناطق الجبل الأخضر، ومن مدينة بنغازي وطرابلس والمرج والكفرة ودرنة.
وتابع: نجح المركز في استقدام فريق مصري ساهم في تحسين جودة حياة 157 وإعادة البصر إليهم بعد إجراء جراحات لهم على مدى 7 أيام، تنوعت بين “إزالة المياه البيضاء وزرع عدسات، وكذلك إزالة المياه الزرقاء، وحقن الاعتلال السكري للشبكية”.
وأشار الاستشاري إلى أنه، في النصف الثاني من يناير وعلى مدى 3 أيام، أجرى فريق طبي مصري بمساندة الأطقم الطبية والطبية المساعدة في مركز البيضاء الطبي، 36 عملية جراحية للعيون، لحالات متفاوتة في الأعمار أكبرها 48 عاما، وأصغرها طفلة عمرها سنتين، توجت جميعها بالنجاح.
وواصل: تزامن ذلك مع تعاون فريق مصري زائر مع أطباء مستشفى ابن سينا في إجراء 50 عملية جراحة عيون على مدى 6 أيام لمواطنين من مدينة سرت وضواحيها.
ووجه الاستشاري رسالته إلى الخوجة بالكف عن المناكفات والشائعات والالتفات إلى خدمة المريض فقط، قائلا: “هذا غيض من فيض من العمليات الجراحية الناجحة بالتعاون من استشاريين مصريين، فنحن أطباء حلفنا القسم على أن نخدم المريض، فلا دخل لنا بأي صراعات ولا نؤمن إلا بليبيا واحدة”.