ونيس المبروك: أولادنا وأحفادنا يحتاجون إلى معرفة قيمة فبراير الكبرى

وصف الشيخ الهارب من مدينة بنغازي عضو الاتحاد العالمي للمسلمين ونيس المبروك، ما يسمى ثورة فبراير بـ “الانتفاضة التي خرجت من رحم المعاناة الطويلة”.
وقال ونيس المبروك، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “لم تكن فبراير نزوة صبيان، أو عبث جموع، ولا ثأر حقود، لكنها انتفاضة وثورة خرجت من رحم معاناةٍ طويلة، وتيهٍ كتيه بني إسرائيل؛ دام أربعين سنة”، بحسب تعبيره.
وأضاف؛ “ولكن في صحراء القمع والذل والقهر والتخلف، ولم يجد الناسُ منها مخرجا إلا هذا الاضطرار، وكسر القيود التي شلت أفكارهم، ورفع الظلم الذي أذل عقولهم وأرواحهم، والخروج من الخوف الذي هيمن على كل مناحي حياتهم ، وقديما قيل: فإن لم يكن غير الأسنة مركبا * فما حيلة المضطر إلا ركوبها”، على حد قوله.
وأردف المبروك، أن “من أعظم مقاصد الشريعة الإسلامية، إن لم يكن أعظمها على الإطلاق؛ مقصدُ الحرية، ولهذا فإنك تجدُ هذا المقصد يسري في كل تشريعات وعقود الإسلام، ولا يُقبَلُ العملُ الصالح إلا إن كان خالصا من عبودية الأهواء، وبدعية الآراء، وشهوات الرياء!”، وفق كلامه.
وقال “فليست الحرية -كما يظن بعض المهزومين أمام ثقافة الغرب المهيمِنة – إبداعا غربيا خالصا ! بل لا نبالغ إن قلنا بأن الإسلام الذي جاء به كل الأنبياء والرسل هو “منهاج تحرري” متكامل ، أو بمنطق العصر: ثورة شاملة ، تبدأ من أعماق النفس الإنسانية وأهوائها، مرورا بتحرير العقول وقدراتها، وتزكية الروح وأشواقها، وصولا إلى كل ناحية من نواحي الحياة؛ الاجتماعية والسياسية والاقتصادية”، بحسب كلامه.
وأضاف المبروك، ؛ “ومن هنا كانت مهمة النبي الأمي صلى الله عليه وسلم، هو ” رفع” كل أنواع القيود المادية والنفسية والفكرية، التي تُكبِل قُدرات البشر، والوضع هنا يشمل كل أنواع الأغلال”، وفق تعبيره.
وأكمل؛ “ولا أكاد أجد تشريعاً من تشريعات الإسلام الحنيف إلا ومقصد الحرية حاضرا فيه، ومحققا لمقاصده، حتى كلمتي الشهادة؛” لا إله إلا الله، محمد رسول الله” إنما هما تعبير عن التحرر من كل ألوان العبودية لغير الله في شطرها الأول، والتحرر من كل أنواع الإتباع والتلقي إلا عن رسوله الكريم، في شطرها الثاني”، بحسب كلامه.
وتابع المبروك؛ “في ذكرى فبراير، يحتاج أولادنا وأحفادنا إلى معرفة قيمتها الكبرى، ومقصدها الأكبر الذي من أجله قدم فيه آباؤهم هذا الثمن؛ ألا وهو الحرية؛ استجابةً لتعاليم دينهم، وتحقيقا لحاجات الفطرة السوية، ولا يليق أن ترتبط هذه الذكرى في أذهانهم بحفلات العربدة والإسراف”، على حد قوله.
وختم موضحًا “كما نحتاج جميعا إلى ضم الجهود وتحقيق قواعد التوافق، كي نخرج من منطق الثورة المستفز إلى منطق الدولة المستقر، ومن ضيق الثأر والانتقام، إلى آفاق العفو والوئام، ومن الاصطفاف والتفرق على الأشخاص – الأحياء منهم والأموات- إلى التجمع حول قيم الدين الحنيف وعقد اجتماعي جديد “، وفق تعبيره.