“الليبي للدراسات”: باتيلي محبط من الجميع باستثناء المنفي
استنتج المركز الليبي للدراسات الأمنية والعسكرية، من إحاطة المبعوث الأممي عبدالله باتيلي في مجلس الأمن مدى الإحباط الذي مُني به من مواقف الأطراف الليبية الرئيسية تجاه مبادرته لحل الأزمة السياسية، حيث استعرض باتيلي تحفظات واعتراضات هذه الأطراف: تكاله والدبيبة وحفتر وعقيلة، باستثناء المنفي الذي لا يرغب أن يُوضع كطرف في الأزمة بقدر ما هو راعي ووسيط بين الأطراف الأخرى.
وقال في تقرير له، إن تعثر جهود باتيلي في حل الأزمة الليبية، دفع أطراف أخرى للتدخل. كان أبرزها جهود المبعوث الأمريكي الخاص، لكن الولايات المتحدة لا تتمتع بنفوذ عميق في الساحة الليبية يمكنها من الضغط ودفع الأطراف الليبية حول الجلوس والتفاوض، او انها ليس لديها إرادة حقيقية لذلك لاستمرار الوضع على ما هو عليه.
وتابع قائلًا “مؤخراً برزت أيضا فرنسا عبر مبعوثها الخاص، لدرجة أن بعض التقارير تتحدث عن تقديمها لمبادرة بديلة لمبادرة باتيلي. فرنسا وإن كانت تتمتع بنفوذ عميق وتاريخي في ليبيا مقارنةً بالولايات المتحدة، إلا أنها لا تمتلك كل أوراق اللعبة بيدها، خاصة وأن نفوذها بشكل أكبر يتركز في المنطقة الجنوبية، وحتى في هذه المنطقة تزاحمها روسيا بنفوذ عسكري متصاعد”.
واعتبر أن الإشكالية الأكبر في الأزمة الليبية هي تعدد الفاعلين الإقليميين والدوليين، وبالتالي تضارب وتشابك مصالحهم مع مصالح الفرقاء المحليين، إذ أنه ليس هناك طرف خارجي أو داخلي يمتلك كل أوراق اللعبة بيده، وقادر على فرض صيغة معينة للحل، وأمام هذه الحالة الفسيفسائية، لا مفر من حل وسط يضمن مصالح كل الأطراف، وهو أمر لا يبدو أنه ممكن في المدى المنظور.