شلقم: البحر المتوسط غرفة عمليات عسكرية وأمنية للقوى الدولية
قال عبد الرحمن شلقم وزير الخارجية ومندوب ليبيا الأسبق لدى مجلس الأمن الدولي، إن البحر الأبيض المتوسط الذي تحارَب فيه الكبار مبكراً، منذ البدايات لتأسيس إمبراطوريات عابرة للبر والبحر، ماء يمتد طولاً وعرضاً بين قارات ثلاث، أوروبا وآسيا وأفريقيا، مثَّل قلب الكرة الأرضية، وكانت الهيمنة على هذا البحر، هي الدرجة الأولى في سلم السيطرة على مقاليد القوة العابرة للماء والتراب، ومنذ اختراع المراكب ذات ثلاثة الصفوف للمجاديف، كان البحر الأبيض المتوسط، غرفة عمليات القوة بكل أشكالها وألوانها بين القارات الثلاث.
أضاف في مقال بصحيفة الشرق الأوسط اللندنية، أن “الكاتب والصحافي الإيطالي الكبير، ماوريتزو موليناري، أصدر أخيراً كتاباً بعنوان «الصراع على البحر الأبيض المتوسط – لماذا يحتاج له الغرب وخصومه؟». موليناري ترأس تحرير مجموعة من الصحف الإيطالية الكبيرة، وكان مراسلاً لأهمها في بروكسل ونيويورك والقدس ورام الله وغيرها. عرف منطقة الشرق الأوسط، والتقى بساستها ومثقفيها. أصدر مجموعة من الكتب التي تناولت السياسات الأميركية في المنطقة، والحركات الجهادية الإسلامية، وغيرها. هذا الكتاب الذي صدر منذ ثلاثة أسابيع، فكك المشهد السياسي والعسكري الدولي، مرفقاً بخرائط تفصيلية ملونة للمنطقة، وأهداف كل المتصارعين في هذا البحر وحوله. حلل الكاتب أهداف الدول واستراتيجياتها وتكتيكاتها، وطبيعة الصراعات السياسية والعسكرية، الإقليمية والدولية، في هذا البحر التاريخي الرهيب وحوله” وفق تعبيره.
واختتم قائلاً: “اليوم، هذا البحر هو غرفة عمليات سياسية وعسكرية واقتصادية وأمنية، تتحرك فيها القوى الإقليمية والدولية. الكاتب الصحافي ماوريتزو موليناري، قدم في هذا الكتاب عصارة خبرة طويلة، خلاصتها أن هذا البحر الأبيض المتوسط، يظل ميداناً للصراع الإقليمي والدولي، كما كان دائماً عبر التاريخ الإنساني الطويل”.