المشير خليفة حفتر: الجيش الوطني هو السد المنيع لحماية الوطن
أشاد القائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة حفتر بكل من أسهم في الإعداد للمشروع التعبوي “درع الكرامة” 2024 الذي جرى تنظيمه بالذخائر الحية في جنوب سرت، وحضره رئيس الحكومة الليبية أسامة حماد، وعدد من القادة العسكريين والأمنيين.
وقال المشير خليفة حفتر في كلمته التي رصدتها “الساعة 24” إن قواتكم المسلحة تعمل ليل نهار لضمان استمرار جاهزيتها واستعداداتها الدفاعية الجيش الوطني الذي تعرض لخطر الفناء بالتآمر عليه ومحوه من الوجود ليصبح الوطن في مهب الريح.
وأضاف أن “الجيش الوطني استعاد الحياة من جديد وبلغ من التطور ما يؤهله بكل جدارة أن يكون السد المنيع لحماية الوطن ورمزا للسيادة الوطنية”، ووجه التحية إلى “شهدائنا الأبرار الذين هانت عليهم أرواحهم من أجل وطنهم وتركوا لنا إرثا مشرفا من العزة والكبرياء، وإلى جرحى معارك الشرف ضد الإرهاب على تضحياتهم، وإلى أهلهم وذويهم وكل من هبّ مقبلا غير مدبر لنصرة الحق وحمل السلاح وواجه الإرهاب بكل شجاعة وإقدام، وإلى الضباط وضباط الصف والجنود بالقوات المسلحة على كل ما يبذلونه من جهود لضمان استعدادهم التام لأداء واجبهم في الدفاع عن الوطن”، متابعا: “نحييهم على انضباطهم واحترامهم شرفهم العسكري والتزامهم بالمبادئ والنظم العسكرية نحييهم على قدموا من تضحيات وما حققوا من مكاسب وانتصارات”.
وأشار إلى حق الليبيين في أن “يشعروا بكل معاني الفخر وهم يشاهدون قواتهم المسلحة قد بلغت هذا المستوى الرفيع من التطور والجاهزية
رغم كل التحديات والصعوبات التي اعترضت طريق بنائها”، منوها: “ما كان لنا أن نحقق ذلك لولا عون الله أولا ولولا الدوافع الوطنية الصادقة لدى كل من التحق بها، ولولا ما تحظى به هذه المؤسسة من تأييد شعبي وتقة في قياداتها”.
وأكد القائد العام أن “قواتكم المسلحة تبعث للشعب الليبي رسالة طمأنينة بأننا جاهزون ولن نتردد في إصدار القرارات الجريئة والأوامر الصارمة للتصدي بكل ما آتانا الله من قوة لكل من من شأنه أن يعبث بمصير البلاد أو يعرض سلامة الوطن للخطر”، موضحا أن “الشعب الوطني والدول المتحضرة لا تبني جيوشها للغزو والاحتلال لقهر الشعوب الأخرى وتدمير مقدراتها ونهب خيراتها ولا لينقلب عليها جيشها ليمارس القمع والاستبداد والظلم، بل لتحصن نفسها وتحمي حدودها وتعزز سيادتها وتفرض إرادتها فوق أراضيها ليشعر الشعب بوجود قواته المسلحة وهي بكامل الجاهزية المعنوية والمادية كما نراه اليوم بأنه في أمن وأمان”.
وبيّن المشير خليفة حفتر أن “الجيش الوطني الليبي الذي بنيناه بأرواح الشهداء ودماء الجرحى والصبر والتضحية والإرادة والعزيمة وحسن التدبير أثبت أنه جيش الشعب لا ولاء له إلا لله والوطن”، متابعا: “من أراد أن يطور منهجه وأسلوبه في التجهيز والدفاع إلى أعلى المراتب وأن يتعلم معاني البطولة والشجاعة عليه أن يتخذ من ضباطنا وجنودنا مثلا أعلى، وأن يتمعن في قراءة صفحات المجد لمعارك الكرامة الخالدة ليدرك أن القوة ليست في السلاح وحده بل أولا وأخيرا في عزائم الرجال الذين يحملون السلاح، انتصرنا في معارك الكرامة لأننا كنا أقوى عزيمة من الإرهاب ولأننا شعب يرفض الذل والخنوع ولا يقبل الحياة إلا بعزة وكرامة”.
وحذر القائد العام كل من “توسوس له نفسه بأن يمس ليبيا بسوء فإن لم يطله بأسنا اليوم فإن غدا لناظره قريب”، مستكملا: “نؤكد لكل الليبيين حقيقة ليست غائبة عنه ولا يستطيع مفتٍ أن يشوهها مهما بلغت درجة الإبداع في التضليل وتزوير الحقائق بأن الجيش الوطني هو جيش الشعب الليبي بكامله لا يفرق بين مدينة وأخرى أو قبيلة وأخرى، جيش واحد يحمل على عاتقه مسؤولية حماية كل الليبيين دون استثناء أو تمييز وحماية كل شبر من أرضنا الطاهرة وكل مؤسساتنا ومرافقنا الحيوية ليست في مفرادت قاموسه شرق وغرب وشمال وجنوب بل ليبيا الواحدة المتماسكة وسيبقى دائما منحازا للإرادة الشعب رافضا الوصاية عليه في تقرير مصيره مدافعا عن كرامته معززا لمبادئ السيادة الوطنية، وهو رهن إشارته ومستعد في كل الأوقات لاتخاذ ما يلزم من تدابير دون إذن من أحد لضمان سلامة الوطن وحفظ استقرار البلاد، لأنه يدرك مسؤولياته وواجباته التي تأسس من أجلها وعاهد الله والشعب عليها بأن لا يتراخى أو يتخاذل في أدائها بكل صدق وإخلاص”.
وواصل: “ما نراه اليوم من تدريبات عسكرية متقدمة لاستكمال الاستعدادات الدفاعية لقواتنا المسلحة ليس إلا تأكيدا على حرصنا على والتزامنا بتلك المسؤوليات والواجبات والاستعداد الكامل لمواجهة أي طارئ يهدد أمن واستقرار ليبيا من الداخل أو الخارج”.
وجدد القائد العام التأكيد على أن “السلاح في ليبيا يظل بعيد المنال ما لم تغادر جميع القوات الأجنبية وذيولها من المرتزقة أراضينا دون مماطلة أو شروط”، مبينا أنه “إذا كان العالم حريصا على السلام في ليبيا فإن من واجباته في صون الأمن والسلم العالميين أن يضع هذه المطالب المشروعة في مقدمة أولوياته والعمل على فرضها بكل الوسائل قبل أن تتطور الأحداث والتداعيات إلى ما قد يزعزع الثقة في المنطقة بأسرها، لأننا أبدا لن نقبل المسارمة على سيادة الليبيين فوق أرضهم ولن نسمح بأن يدنس تراب ليبيا مستعمر طامع في خيراتها تلك هي مبادئنا التي دونها الموت”.
ولفت المشير خليفة حفتر إلى أن “سلامة ليبيا مرهونة أيضا بتحقيق انفراج عاجل في المسار السياسي الذي يتعمد بعض الأطراف المنخرطة فيه اختلاق العراقيل والحجج الواهية ليظل مسدودا وأن يستمر الوضع على ما هو عليه حفاظا على مكاسبهم الخاصة دون مبالاة لمصلحة الوطن أو مراعاة لمعاناة الوطن أو المواطن”.
ورأى القائد العام أن “هذا المسار قد أعطي من الفرص أكثر مما ينبغي دون أن تظهر في الأفق أي ملامح تبشر بحلول توافقية تنتهي بتسوية سلمية عادلة وتدفع باتجاه تحقيق الاستقرار السياسي الذي يتطلع إليه الليبيون”، وبشّر المعرقلين ومن تبع خطاهم من المفسدين “بأنهم لن يفلحوا وأن مجال منح الفرص قد أصبح ضيقا وأن الصبر صار على حافة النفاد وأن عليهم أن يعيدوا النظر في حساباتهم قبل أن تفاجئهم الأحداث بما لا يشتهون أو يتوقعون”.
وشدد على أن “ليبيا عاشت حرة أبية صامدة في وجه كل المؤامرات التي تستهدف وحدة ترابها وتماسك مجتمعها تشق طريقها نحو مستقبل مزدهر وسيسقط كل من خان العهد والأمانة وعبث بمقدرات الشعب وسخر من قدرته على التغيير وسيدفع الثمن باهظا عاجلا وليس آجلا وسيحيا الليبيون أسيادا فوق أرضهم يقررون مصيرهم بإرادتهم لا بإرادة سواهم ولن ينالهم لعدو بسوء وفي ضباطنا وجنودنا عرق ينبض”.