الفاضلي: أعداء الثورة يعملون على إعادة الوطن للتخلف
رأى فتحي الفاضلي، أستاذ جامعة طرابلس المقرب من المفتي المعزول، الصادق الغرياني، أن الليبيين تسيطر عليهم القبلية، قائلا: “من العار أن يوحدنا الاستبداد.. وتفرقنا الحرية”.
وكتب الفاضلي في تدوينة عبر “فيسبوك”: “نحن شعب تغلب علينا –بصفة عامة – القبلية بالرغم من حواضرنا (درنة وبنغازي ومصراتة وطرابلس وزوارة) وغيرها من مدننا العريقة، البعض منا يا صديقي قبلي حتى النخاع، وبعضنا جهوي حتى الثمالة، والبعض منا عرقي حتى الموت، والكل يفتخر بقبيلته وجهته وعرقه”.
وأضاف: “نحن شعب – برغم كرمنا وطيبتنا وشجاعتنا – قابلين للفرقة والتفرق والصراع والخلاف والانشقاق والاختلاف، نحن شعب لا يترك صراعات الماضي تمضي، بل نورثها من جيل إلى جيل آخر، قتالنا كقتال البسوس، تنافسنا كسباق داحس والغبراء، ثاراتنا كالأوس والخزرج قبل طلة سيد ولد آدم”.
وتابع الفاضلي: “يسقط منا الرجال صرعى من أجل قطعة أرض لا تسع لجنين، يتقاتل البعض منا من أجل شاة، من أجل فرس، من أجل شجرة، من أجل شيء من العشب، وشيء من الماء، وشيء ضئيل من الكلأ، هكذا نحن يا سيدي”.
وأشار إلى أن “القبلية والجهوية والعرقية داء من المستحيل أن تكون دواء، هي سم زعاف، هي تمهيد للانفصال، مقصود – كان ذلك التمهيد – أو غير مقصود، هي أولى خطوات الانفصال، بل قفزة هائلة نحوه، ربما ليس على يديك، بل على أيدي الذين يتربصون بالوطن الدوائر، عليهم دائرة السوء”.
واستكمل: “وعلى أيدي الذين يمتطون صهوة طيبتك، ويمتطون رصيدك النضالي، ويمتطون صيت وشجاعة وجهاد أسلافك، أولئك هم مصدر ومنبت ووقود وأصل وجذور الفرقة والفتنة والتفرق والتشتت والانفصال والبلاء”.
وواصل الفاضلي: “أعداء الثورة يا سيدي لا يصطادون في الماء العكر وحسب، بل يعكرون الماء الصافي ليصطادوا فيه، يعكرون وحدة الوطن، ليسهل بعد ذلك دفنه بالحياة، تشفيا وحقداً وانتقاماً، يبحثون عن لمسة، عن لمزة، عن همزة لإجهاض الثورة والعودة بالوطن إلى أحضان الإرهاب والتخلف والاضطهاد والاستبداد والاستعباد، يدعون آلهتهم ليلا ونهارا لتحدث بيننا الفرقة والخصومة والخلاف والفوضى والاختلاف”.
ورأى أن “العصر يتطلب منا أن نتحد، أن نرتبط أكثر ببعضنا البعض، أن نقترب أكثر من بعضنا البعض، أن نتجنب ونمحو ونطمس ونلغي من ثقافتنا وسياستنا ومجتمعنا وأحاديثنا وأعلامنا ومرحلتنا كل مصطلح يساهم في إيقاظ ثقافة الفتنة والخلاف والتخالف والعزل والتباعد والاختلاف”.
واستطرد الفاضلي: “نريد أن تسيطر على وطننا – خاصة في هذه الأيام – ثقافة الوحدة، والتماسك، والتكتل، والتقارب، ولم الشمل، والتجمع، والتعاضد، والتكافل، والتعاون، والضم، والاعتصام والاتحاد، بذلك سيصبح الوطن أمًا لنا جميعاً، وخلاف ذلك سيضيع الوطن، وسنضيع معه جميعنا”.