اخبار مميزةملفات

مركز دراسات أوروبي: أمريكا تسعى لدمج المليشيات والإبقاء على الدبيبة لعرقلة الانتخابات

كشف المركز الأوروبي لدراسات الشرق الأوسط عن لعبة أمريكية تعمل واشنطن عليها لإبقاء الأزمة الليبية مشتعلة.
ورصد المركز في تقرير طالعته “الساعة 24” خيوط هذه اللعبة، قائلا إن المباحثات في أوائل الشهر الجاري، بين مبعوث الولايات المتحدة الأمريكية لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، ورئيس حكومة الوحدة “المؤقتة” عبد الحميد الدبيبة، أثارت تساؤلات عن جدية موقف واشنطن من المساعي الرامية إلى توحيد السلطة التنفيذية في البلاد، خصوصاً بعد تفاقم الصراعات بين الأطراف المسيطرة على المشهد السياسي في العاصمة طرابلس، والتي تعتمد على الدعم الأمريكي والتركي في وجودها.

وأشار تقرير المركز إلى أن مباحثات نورلاند وتصريحاته التي أكد فيها أن “الولايات المتحدة تدعم الجهود الليبية الرامية إلى توحيد المؤسسات الأمنية والحفاظ على سيادة ليبيا والتوصل إلى توافق وطني حول سياسات اقتصادية وسياسات ميزانية شفافة ومستدامة”، تصطدم بممارسات الإدارة الأمريكية التي تسعى إلى تحقيق أهدافها في ليبيا بعيداً عما تقوله من شعارات رنانة.

ووفق التقرير، أكد المحللون السياسيون الليبيون أن الولايات المتحدة لا تريد تشكيل حكومة جديدة، فهي لن تجد أفضل من التشكيلة المسيطرة حالياً على العاصمة وخزائن الدولة الليبية وإنتاج نفطها، في المقابل فهي غير راضية عن توجهات معسكر الشرق الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي، المعارض للتدخل الخارجي في ليبيا والذي يعمل من أجل مصلحة الوطن والذي يلقى شعبية عالية لدى الليبيين لمواقفه الواضحة.

وأرجع المحللون ذلك إلى أن واشنطن سعت بشكل حثيث باتجاه إقناع “القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية” المشير خليفة حفتر بتقديم الدعم العسكري للجيش الليبي بشرط توحيد الجيش مع المليشيات في الغرب والتى يعمل رئيس حكومة الوحدة بالغرب الليبي على توحيدها بإشراف أمريكي.

وأضاف التقرير: هذه الجهود الأمريكية جاءت بعد اقتراح الملحق العسكري بالولايات المتحدة الأمريكية تشكيل قوة مشتركة كخطوة أولى نحو توحيد المؤسسة العسكرية في ليبيا وتدريب القوات المساندة ودمجها في المؤسسة العسكرية ومؤسسات الدولة، خلال لقائه برئيس الأركان العامة للقوات التابعة لحكومة الوحدة الوطنية محمد الحداد، وتأتي تلك التحركات وسط حالة غير مستقرة تسعى خلالها بعض الدوائر الأمريكية وعبر بعض أذرعتها الاعلامية للترويج لقائد مليشيا “444” بأنه قائد عسكرى قوي.

وتابع: بالتالي، بحسب السيناريو الأمريكي، طبقا لرؤية عدد من المختصيين بالشأن الليبي، فإن واشنطن تسعى لخلق قيادة للجيش تكون موالية لواشنطن وممتزجة بالمليشيات المسلحة، مما يضعف القوة العسكرية في البلاد، ويضعها في حالة من الفوضى، ناهيك عن أن رئيس حكومة الوحدة الوطنية “المؤقتة” عبدالحميد الدبيبة، الذي تحركه الإدارة الأمريكية، سيبقى على رأس حكومته معرقلاً للانتخابات والاستقرار في البلاد.

وفي السياق، تنبأ المحلل السياسي كامل المرعاش ببقاء الوضع السياسي في البلاد على حاله رغم المحاولات العديدة للدفع بتشكيل حكومة موحدة قائلاً: “هنالك لعبة أمريكية جديدة ستنكشف قريباً عن دعم بقاء الدبيبة ورفض أي توجه لإسقاط الحكومة، وهو ما ينتج عنه استمرار حالة الدولة الفاشلة، سهلة القيادة والتوجيه، وتسخير مقدراتها الاقتصادية لخدمة مصالح الغرب عموما والحليف التركي”.

من جهة أخرى، ومن أجل النيل من شعبية “المشير خليفة” حفتر تستمر آلة الإعلام الأمريكية وأدواتها في ليبيا والدول المجاورة، في ضرب سمعة الجيش الوطني و”القائد العام المشير خليفة” حفتر شخصياً بوصفه قائداً لمليشيا، واتهامه بالتورط في عمليات قتل تعسفي وإخفاء قسري وتعذيب، وتجنيد أطفال، كما نشرت منظمات ممولة من واشنطن تقارير ملفقة ضد المشير حفتر على الرغم من أن الفساد الحقيقي في البلاد تمارسه حكومة الوحدة الوطنية، ورئيسها عبد الحميد الدبيبة، الذي تسبب بعجز في الميزانية العامة وغلاء الأسعار، مما دفع بديوان المحاسبة في البلاد بنشر تقرير مفصل يُظهر معظم التجاوزات والاختلاسات التي حصلت في عهد حكومة الدبيبة وتأثيرها على الوضع المعيشي في البلاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى