مركز دراسات أوروبي: الهجوم على منزل الدبيبة جاء ردا على “ترقية محمود حمزة”
أرجع المركز الأوروبي لدراسات الشرق الأوسط الهجوم على منزل رئيس حكومة الوحدة المؤقتة عبد الحميد الدبيبة إلى أنها رسالة تهديد من المليشيات المسلحة في طرابلس، المعترضة على قرار تعيين محمود حمزة، قائد “اللواء 444″، مديراً جديداً لإدارة الاستخبارات العسكرية.
وقال المركز في تقريره الذي طالعته “الساعة 24” إن الأجهزة الأمنية داخل العاصمة طرابلس أعلنت حالة الطوارئ في محيط منزل رئيس حكومة الوحدة المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة، بعد تعرضه إلى هجوم بقذائف صاروخية مساء الأحد، وقالت وسائل إعلام ليبية إن منزل الدبيبة الواقع في منطقة حي الأندلس غرب طرابلس، تعرض إلى قصف بقذائف “آر بي جي” من قبل أشخاص مجهولين على متن قارب من داخل البحر، دون وقوع إصابات بشرية أو أضرار.
وأشار التقرير إلى أن هذا الحادث، وقع بعد ساعات من قرار الدبيبة تعيين محمود حمزة، قائد “اللواء 444” أحد أبرز الأجهزة العسكرية النافذة في غرب البلاد، مديراً جديداً لإدارة الاستخبارات العسكرية، وهو شخصية نافذة لكنها لا تحظى بإجماع ودعم كافة الأجهزة الأمنية والمليشيات المسلحة داخل العاصمة طرابلس.
ونقلت القنوات الإخبارية الليبية عن مراقبين قولهم إن ترقية حمزة تعتبر جزءًا من مشروع أمريكي يهدف لبسط الطريق أمامه لتسلم قيادة الجيش الليبي “الموحد”، الذي تعمل الإدارة الأمريكية بالتعاون مع حلفائها بالمنطقة على تشكيله.
وسبق أن تحدثت وسائل الإعلام الليبية عن المشروع الأمريكي لتوحيد المؤسسة العسكرية في ليبيا، ضمن نطاق استراتيجيتها الجديدة في محاربة النفوذ الروسي والصيني في القارة الإفريقية، حيث تحدثت صحيفة “ليبيا الساعة”، عن الضغوطات الكبيرة التي تمارسها واشنطن على جميع الأطراف لتوحيد الجيش، وعن ترويجها لحمزة إعلاميًا والتي كان آخرها زيارة وفد البنتاغون لمعسكر اللواء 444 ولقائهم بقائده حمزة.
وربط المحلل السياسي محمد إبراهيم، بين الهجوم على منزل الدبيبة بمسألة ترقية حمزة، متهمًا ما وصفها بـ”مليشيا” جهاز الردع، بالتحضير لذلك، قائلًا: “قائد مليشيا الردع، عبد الرؤوف كارة، هو من احتضن حمزة وعلمه، والآن يتجاوزه في المنصب والمكانة و النفوذ، بقرار الدبيبة الأخير، وقذائف الآر بي جي ليست إلا رسالة مبطنة من كارة للدبيبة”.
بينما من جهته أشار المحلل السياسي محمد الباروني، إلى أن واشنطن وجدت ضالتها في محمود حمزة، الذي يحظى بسجل خالٍ من الشبهات والجرائم، على عكس “أستاذه” عبد الروؤف الكارة، المتهم بالإرهاب في عدد من القضايا.
وتجدر الإشارة إلى أن وسائل إعلام ليبية كانت قد نقلت تسريبات من مصادر من داخل قيادات جهاز الردع، أشارت بشكل واضح إلى امتعاض قائده عبد الرؤوف كارة من تقدم قائد اللواء 444 على الصعيد العسكري والسياسي، وزيارة وفد البنتاغون إلى معكسره.
ولم يكن لمحمود حمزة خلفية عسكرية منذ اندلاع أحداث فبراير ضد نظام القذافي عام 2011، ولكنه انضم إلى قوة الردع الخاصة بقيادة عبد الرؤوف كارة، التي أسسها في 2013، وأصبح ناطقا رسميا لها، بفضل نشاطه في منطقة سوق الجمعة التي تحتضن قاعدة معيتيقة الجوية، ودوره في مكافحة تجار المخدرات بالعاصمة، وظهوره الإعلامي المتكرر، ومن هناك تقدم في مسيرته العسكرية.
وبدأ الطلاق بين حمزة وأستاذه كارة، بعد الحرب التي اندلعت بين معسكري الشرق بقيادة المشير خليفة حفتر والغرب بقيادة رئيس حكومة الوفاق الوطني السابق، فائز السراج، عام 2019، حيث فضّل قائد قوات الردع آنذاك مواصلة سياسته بالتمركز وسط العاصمة التي تضم مقرات السيادة وعدم المجازفة بإرسال عناصره إلى الجبهات لمحاربة قوات المشير، وبترك مناطقه فارغة أمام منافسيه وخصومه الكثر.
وعلى العكس من ذلك، أسس حمزة الكتيبة 20-20، التي تضم نخبة المقاتلين في جهاز الردع، وتقدم في الخطوط الأمامية للقتال، واشتهر بكمين الزيتونة، في محور وادي الربيع جنوب العاصمة، هذه الشهرة التي اكتسبتها الكتيبة 20-20 بفضل كمين الزيتون، شجعت حمزة لتأسيس اللواء 444، والذي أصبح يتبع قيادة الأركان، ما أدى إلى تضخم أعداده وتعدد مهامه وزيادة نفوذه أمام جهاز الردع.