لتصفية حساباته مع الردع.. اغنيوة يستعد بالطائرات المسيرة
حذر المركز الأوروبي للدراسات السياسية والاستراتيجية من خطة تركيا لصناعة حرب بين المليشيات المسلحة في العاصمة طرابلس.
وقال المركز في تقرير رصدته “الساعة 24”: بعد أن مدّد الاتحاد الأوروبي لعامين إضافيين عملية “إيريني” التي أطلقها العام الماضي بحجة مراقبة حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا، أكدت تقارير العملية نفسها أن هذا الحظر على أرض الواقع عديم الجدوى، حيث كشف التقرير الشهري الرسمي لعملية إيريني، عن رصد 10 رحلات جوية مشبوهة من تركيا إلى ليبيا خلال شهر مارس الماضي، رغم الحظر الأممي، وتم فحص إجمالي 1388 رحلة جوية في إطار الرصد والمراقبة.
وتقبع تركيا على رأس الدول التي تخرق الحظر الأممي منذ سنوات إلى وقتنا هذا، وقامت مؤخرًا بنقل طائرات بدون طيار من نوع “بيرقدار تي بي 2” التركية الصنع إلى الغرب الليبي، بحسب ما تناقلته وسائل الإعلام الليبية.
وفي مايو العام الماضي تم الكشف عن وثيقة، تُثبت وصول طائرة تتبع للخطوط الأوكرانية من إسطنبول إلى مطار مصراتة الليبي، ووفقاً للوثيقة فإن الطائرة مدنية ولا تحمل أي عتاد عسكري أو ذخيرة، إلا أن شهود عيان أكدوا آنذاك لوسائل الإعلام المحلية، أن الطائرة جاءت محملة بالعتاد العسكري لصالح حكومة الوحدة الوطنية.
وأثبتت طائرات “بيرقدار” كفاءتها في ليبيا بين عامي 2019-2020 ضد قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، وفي العديد من المواجهات المختلفة خلال السنوات القليلة الماضية، حيث تم استخدامها من قبل مجموعات مسلحة مختلفة في طرابلس لمكافحة المهربين في مدينة الزاوية، بالإضافة إلى مواجهة الجماعات المسلحة الموالية لرئيس حكومة الاستقرار فتحي باشاغا، وحتى في الاشتباكات العديدة التي اندلعت بين المليشيات التابعة لحكومة الوحدة المؤقتة.
ووفقا لمسؤولي شركة “بايكار” المصنعة للطائرات المسيرة، يتميز النموذج “تي بي2” بمميزات فريدة وقدرات قتالية كبيرة، فهي الأقوى وصاحبة القدرات القتالية الأعلى في العالم بين الطائرات المندرجة ضمن فئتها، حيث تستمر في التحليق لمدة 27 ساعة وثلاث دقائق، ويتوفر في النموذج الجديد للطائرة نظام ذكاء اصطناعي يمكنه اكتشاف زوايا الميل والوقوف والاتجاه من دون الحاجة إلى أي أجهزة استشعار خارجية أو نظام تحديد المواقع العالمي.
وتمتلك الطائرة المسيرة نظام وعي بيئي، وبفضل نظام الذكاء الاصطناعي المتقدم تملك القدرة على اتخاذ القرارات بنفسها من خلال معالجة البيانات التي تحصل عليها، كما يمكنها اكتشاف الأهداف الأرضية الدقيقة جدا، والتعامل معها بشكل أكثر فعالية.
وتجدر الإشارة إلى أن وفدًا تابع لحكومة الدبيبة، وقّع في مطلع مارس الماضي، مذكرة تفاهم تضم “المجال العسكري وزيادة فعالية وحدات الجيش الليبي من خلال برامج تدريبية نوعية” بين وزير الدفاع التركي يشار جولر، ورئيس حكومة الوحدة المؤقتة ووزير الدفاع عبد الحميد الدبيبة، كما تم الاتفاق على استيراد حكومة طرابلس الطائرات المسيرة التركية.
وفي السياق، تجدر الإشارة إلى أن وسائل الإعلام الليبية تناقلت أخبارًا من مصادر مقربة من رئيس مخابرات طرابلس، حسين محمد العايب، تتحدث عن تسلّم قائد مليشيا جهاز دعم الاستقرار، غنيوة الككلي، دفعة من الطائرات بدون طيار التركية، ومباشرة المستشارين العسكريين تدريب قوات الككلي على استخدامها في إطار حملته وتجهيزاته العسكرية لمواجهة مليشيا الردع المنافسة بقيادة عبد الرؤوف كارة.
و
تجدر الإشارة إلى أن مناطق طريق المطار، وجزيرة المدار، بالعاصمة طرابلس منذ أيام، شهدت اشتباكات عنيفة بين مليشيات تتبع جهاز دعم الاستقرار، وأخرى تتبع “القضائية” التابع لجهاز الردع، الأمر الذي تكرر لأكثر من مرة على مدار السنوات الأخيرة الماضية.
وأجمع مراقبون ليبيون على أن توريد أسلحة نوعية مثل طائرات “البيرقدار” ووضعها بيد المليشيات المسلحة، يخل بموازين القوى في المنطقة، ويغير قواعد الاشتباك المسلح الذي يندلع بشكل مستمر بين هذه المليشيات لأسباب متعددة ومختلفة، قد تكون حتى مجرد خلافات، مشيرين إلى أن طرابلس قد تشهد صراعًا مسلحًا جديدًا بين هذه المليشيات على خلفية حصولها على “البيرقدار”.