ليبيا

أسعار الأضاحي ترهق ميزانيات الليبيين.. وتجار: الدولة لا تدعمنا 

تشهد أسعار الأضاحي في ليبيا ارتفاعاً حاداً ويرجع ذلك لأسباب عدة أبرزها الإعصار “دانيال” الذي ضرب مدينة درنة وتسبب في خسارة جزء كبير من الثروة الحيوانية شرق البلاد سبتمبر 2023.

وتأثرت الأسعار بصورة عامة في نفوق أعداد كبيرة من الأغنام والأبقار وغيرها من الحيوانات التي يربيها السكان عادة لتكون مصدر رزق لهم، علاوة على أن أسعار الأضاحي المستوردة من إسبانيا وأوكرانيا التي كانت في الماضي تشهد إقبالاً من أصحاب الدخل المحدود تضاعفت تقريباً، فبعدما كان سعرها نحو 500 دينار ليبي (103 دولارات)، وصل هذا العام إلى 950 ديناراً (196.64 دولار).

وقال الموظف أحمد عبدالحميد (57 سنة) وهو أب لستة أبناء لـ”رويترز”، “الأسعار جنونية، ليس معقولاً أن يصل سعر الأضحية إلى 2000 و3700 دينار (413.98 و765.87 دولار)، وللأسف راتبي لا يغطي هذه القيمة… لدي التزامات أخرى من أقساط أبنائي في المدرسة”.

وتحسر الموظف على حاله قائلاً “الحياة أصبحت صعبة نحن، الليبيين، ضعنا نعم ضعنا”.

وبينما استسلم بعض لفكرة التخلي عن شراء الأضاحي هذا العام، يصر آخرون على إتباع هذه السُنة والعمل بهذه الشعيرة الإسلامية على رغم ارتفاع الأسعار مثل عبدالسلام محمد (46 سنة) وهو سائق سيارة أجرة ولديه أربعة أبناء.

وقال محمد وهو يقف في سوق للأضاحي داخل حي الكيش في بنغازي، “بصراحة جئت وأعرف الأسعار ولكن مثل كل عام سأشتري الأضحية المستوردة مع العلم أن هذا العام أسعارها مرتفعة عن الأعوام الماضية. كانت 500 و600 دينار (103.50 و124.19 دولار) الآن أصبحت 950 ديناراً (196.64 دولار)”.

وعبر عن مخاوفه لعدم تمكنه من شراء الأضاحي في المستقبل، وقال “أنا ليس لدي راتب، أخاف أن يأتي يوم أشتري في عيد الأضحى من القصاب كيلو أو اثنين من أجل أبنائي”.

ويرجع تاجر الأغنام الليبي طارق المغربي، الأزمة الحالية إلى ارتفاع سعر العلف وعدم الحفاظ على الثروة الحيوانية المحلية، ويوضح قائلاً “السعر مرتفع نعم ولكن ماذا نفعل؟ الدولة لا تدعمنا وسعر الأعلاف مرتفع وأسعار هذا العام مرتفعة بصورة كبيرة”.

وأضاف “الثروة الحيوانية في ليبيا هربت لدول الجوار لا توجد لدينا دولة تهتم بهذه الثروة، ولا يتكلمون عن الأغنام إلا عندما يأتي العيد”، وهذا ما أكده نقيب القصابين في بنغازي فوزي العقوري وقال “من أسباب ارتفاع الأسعار بيع الأضاحي خارج البلاد وتهريبها، منذ عام 2011 إلى وقتنا الحالي هرب نصف الثروة الحيوانية، فضلاً عن نقص الأدوية البيطرية وكذلك الحمى القلاعية أخذت شوطاً كبيراً في الأغنام”.

وأشار العقوري كذلك إلى تأثير الإعصار “دانيال” في مناطق الثروة الحيوانية في الشرق مثل المرج وتاكنس، إضافة إلى ارتفاع الدولار اللازم لشراء الأعلاف واستيراد الماشية.

وأضاف أن الليبيين يستهلكون كل عيد ما يقارب 1.2 مليون أضحية.

وبحسب العقوري، كانت ليبيا تأتي ثالثاً على مستوى أفريقيا من حيث حجم الثروة الحيوانية لكنها الآن تراجعت إلى المركز الثامن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى