بعيو: جادالله الطلحي .. ملحمة وفاء وشهامة وعطاء

نعى رئيس المؤسسة الليبية للإعلام محمد عمر بعيو، رئيس الوزراء الأسبق جادالله عزوز الطلحي.
وقال بعيو في تدوينة عبر “فيسبوك” إن “الراحل الكبير رجل الدولة الأستاذ المهندس المؤلف المثقف جادالله عزوز الطلحي، الذي رحل عنا في مهجره الاختياري بتركيا يوم وقفة عرفة عن 85 عاماً، لم تذهب سدى بل كانت عمراً من التميز والعمل والعطاء”.
وأضاف؛ “أستطيع أن أكتب الكثير، فقد عرفت عنه الكثير قبل أن ألتقيه عياناً أول مرة منذ أكثر من ثلاثين عاماً، حتى كانت لقاءاتنا المطولة والمباشرة في تونس قبل 5 سنين”.
وتابع؛ “فقد حرصت كلما حللت بها أن أتصل به فيرد فرحاً مرحباً كما هي عادته، ويحدد الموعد والمكان ويكون الحوار والنقاش طويلاً جميلاً لا يُمل، حتى استدرك أنا مشفقاً على الشيخ الثمانيني من الإجهاد الذي لم يكن يبدو عليه أبداً”.
وأكمل؛ “فالأستاذ جادالله رحمه الله يتمتع بروح شابة مرحة وحضور متوهج وشخصية جميلة بسيطة متواضعة دمثة، يُشعرك وهو يتكلم معك ويستمع إليك بأهميتك عنده، حتى وأنت بالنسبة إليه بمقام ولده عمراً وبمنزلة تلميذه علماً، ومكانة مريده طالباً في مدرسته راغباً في منهله المعرفي العذب السلسبيل”.
وأشار بعيو إلى أنه “من كل ما أعرفه ويعرفه غيري وما يجب أن يُكتب ويقال في الراحل الكبير، وما أكثر ما يمكن استخلاصه من عِبر واستخراجه مِن دُرر من سيرته الشخصية ومسيرته العلمية والعملية”.
وأردف؛ “أتوقف هنا وفي مقام تأبينه وتبيان بعض خصاله عند وفائه رحمه الله لزوجته الكريمة التي أقعدها مرض عضال عن الحركة منذ سنوات طويلة فتفرغ لها الأستاذ جادالله، وأفرغ في معية رحلته معها وحدبه عليها كل مخزون الشهامة والرجولة والنُبل والأصالة مما صار مضرب المثل ومما لا مثيل له ولا وصف له”.
وختم موضحًا؛ “ولو أخذنا من هذا الرجل الذي يطابق اسمه مُسمّاه فهو جود من الله هذه الوقفة الملحمية الإنسانية العظيمة لكفانا نحن محبوه وعارفوه بل وكل الليبيين فخراً به واعتزازاً، ولو أن قلماً فتح الله عليه بملكة السرد والرواية اختار أن يكتب ملحمةً للوفاء والإباء لكان الأستاذ جادالله بطلها الذي لا يُبارى وسيدها الذي لا يُجارى”.