أوكرانيا تسعى لتعزيز علاقاتها الأفريقية وسط تصاعد التوترات مع روسيا
في إطار جهودها لتعزيز وجودها الدبلوماسي في أفريقيا، التقى سفير أوكرانيا المعتمد لدى ليبيا، فولوديمير خومانبتش، بمدير الشؤون الأوروبية عبد الرحمن الهادي خمادة، بهدف تعزيز الصداقة والتعاون الثنائي بين البلدين وبحث سبل تطوير العلاقات الثنائية في مجالات متعددة، حسبما أفادت صفحة وزارة خارجية حكومة الدبيبة على فيسبوك.
يأتي هذا اللقاء ضمن سلسلة من اللقاءات التي تعقدها أوكرانيا في أفريقيا، لتعزيز التواجد الدبلوماسي الأوكراني في القارة، وبهدف آخر غير معلن لمواجهة النفوذ الروسي المتنامي في أفريقيا بتوجيهات مباشرة من الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية.
الباحث السياسي، أوفيجوي إيجويجو، يرى أن “أوكرانيا تسعى حاليًا لتحقيق نجاحات دبلوماسية في أفريقيا، حيث افتتحت مؤخرًا ست سفارات جديدة في دول أفريقية من بينها رواندا وبوتسوانا وموزمبيق، مع التخطيط لإنشاء أربع سفارات أخرى”.
أفريقيا لاعبًا مهمًا
ويضيف أن “أوكرانيا أدركت أن أفريقيا باتت لاعبًا مهمًا في بناء موقف قوي داخل أروقة الأمم المتحدة، خاصة الجمعية العامة، بسبب أن بلدان القارة السمراء تشكل أكبر كتلة تصويتية قارية”.
وأضاف إيجويجو أن “أوكرانيا بحاجة إلى بعثات دبلوماسية لإضفاء الطابع الرسمي على علاقاتها مع الدول الأفريقية والمضي قدمًا في تعزيز الاتصالات رفيعة المستوى مع حكومات بلدان القارة”.
في الوقت نفسه، يرى “خبراء استراتيجيون أن التحركات الأوكرانية في دول القارة السمراء تأتي بتوجيهات مباشرة من دول متخوفة من النفوذ الروسي المتنامي في أفريقيا، والذي يهدد مصالحهم في تلك البلدان”.
وأوضحوا أن “الدول ذات اتفاقيات التعاون المشترك مع روسيا بدأت تدرك مدى خبث الدول الغربية وتعاملها مع دول أفريقيا على أساس استعماري، على عكس المبدأ الروسي القائم على الشراكة والمنفعة المتبادلة”.
أوكرانيا خسرت الحرب
وأشار الخبراء إلى أن “أوكرانيا قد خسرت الحرب على أرض الواقع، ولم يتبق لها سوى أن تنجح في التلاعب بقادة دول أفريقيا الذين اتخذوا الحياد داخل أروقة الأمم المتحدة واستمالتهم للاصطفاف إلى جانبها”.
وختموا موضحين أن “هذا الأمر قد يؤثر في المستقبل على علاقة روسيا بتلك الدول، وهو ما تسعى الدول الغربية عبر كييف لتحقيقه، بعدما أصبح الجميع رافضين تمامًا للتواجد الغربي”.