المبشر: ليبيا تحتاج إلى عملية مصالحة منظمة
أكد رئيس مجلس أعيان ليبيا للمصالحة، محمد المبشر، أن ليبيا تحتاج إلى عملية مصالحة منظمة.
وقال المبشر في منشور عبر «فيسبوك»: “بصراحة وواقعية لكل من بتكلم عن المصالحة، في ظل التحديات المعقدة التي تواجه ليبيا، تبدو المصالحة الوطنية بعيدة المنال ما لم تُدعم بآليات واضحة وبناء للثقة بين الأطراف المختلفة، الانقسامات السياسية والعسكرية التي تعصف بالبلاد ليست مجرد اختلافات في وجهات النظر، بل هي انعكاس لصراعات أعمق ترتبط بالهوية والمصالح الجيوسياسية”.
وأضاف “هذا التعقيد يتطلب وجود إطار عملي مُحكم، يمكن من خلاله توحيد الأطراف المتنازعة حول رؤية مشتركة لمستقبل البلاد، بدون آليات واضحة، فإن الحوار الوطني يظل مجرد شعارات فارغة. تحتاج ليبيا إلى عملية مصالحة مُنظَّمة تعتمد على قواعد واضحة للمشاركة، تضمن مشاركة كافة الأطراف بطريقة عادلة وشفافة”.
وتابع “هذه العملية يجب أن تكون شاملة، تأخذ في الاعتبار الفروقات القبلية والمناطقية، وتسعى لإشراك الجميع دون إقصاء أو تهميش. إلى جانب ذلك، يجب أن تضمن الآليات المتبعة تطبيق مخرجات الحوار الوطني على أرض الواقع، بما يشمل الإجراءات التنفيذية والتشريعية التي تدعم إعادة بناء مؤسسات الدولة. لكن الآليات وحدها لن تكون كافية إذا لم تُرفق بجهود حقيقية لبناء الثقة”.
واستطرد “سنوات النزاع الطويلة خلّفت ندوبًا عميقة من عدم الثقة بين الأطراف المتنازعة، وهو ما يعرقل أي محاولة للمصالحة. بناء الثقة يتطلب خطوات ملموسة تبدأ بتقديم تنازلات متبادلة، وإظهار نوايا حسنة من خلال تطبيق اتفاقيات وقف إطلاق النار، وإعادة توزيع الثروات بشكل عادل، وضمان أمن وسلامة الجميع”.
واستكمل “في النهاية، فإن المصالحة الحقيقية في ليبيا لن تتحقق إلا من خلال عملية شاملة ومُتفق عليها، تعتمد على آليات واضحة لتعزيز الحوار وتنفيذ نتائجه، وترافقها جهود جادة لبناء الثقة بين الأطراف. بدون هذه العناصر، ستظل المصالحة مجرد هدف بعيد المنال، وسيظل النزاع يهدد استقرار ومستقبل البلاد”.
