«عبدالقيوم»: لقاء السيسي والمشير حفتر مهم بسبب التغيرات بالمنطقة.. والتنسيق في القضايا المشتركة

قال المحلل السياسي الليبي عيسى عبد القيوم، إن زيارة القائد العام للقوات المسلحة، المشير خليفة حفتر، للقاهرة، ولقائه بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، تقع ضمن متغيرات مهمة تشهدها المنطقة، ولها تأثير مباشر على البلدين ليبيا ومصر أهمها تنامي الصراع المسلح بين ميليشيات غرب ليبيا بشكل لم يسبق له مثيل، وسط مظاهرات تطالب بإسقاط حكومة عبد الحميد الدبيبة في طرابلس، مما ينذر باحتمالية اندلاع حرب بين الميليشيات وهو ما يتجنبه الجميع.
وأضاف عبد القيوم، في تصريحات لوكالة ريا نوفوستي، أن هذا يتطلب التواصل مع الدول ذات العلاقة بالملف الليبي، وخاصة أن مصر عضو في لجنة الترتيبات الأمنية للحالة الليبية، وما لها من تأثير على أطراف أخرى متداخلة منها تركيا، وكذلك التصعيد الذي يشهده ملف غاز شمال المتوسط، والخطوة الأحادية التي اتخذتها اليونان ورفضها البرلمان الليبي والحكومة الليبية، برئاسة أسامة حماد، وانزعجت منها القاهرة التي تعتبر أحد دول الجوار البحري، لذا أعتقد أن هذا الملف يتطلب التنسيق مع مصر للتجهيز للتفاوض مع اليونان والإفلات من الأمر الواقع الذي تريد أن تفرضه تركيا.
وأشار إلى أن النقطة الأخرى انتهاء الحرب الإيرانية الإسرائيلية على نحوٍ ينبي بحدوث تغيّرات مهمة ستطال المنطقة، وهذا يتطلب إعادة ترتيب أوراق الدول العربية، وربما ستلعب القاهرة دوراً مهماً في صياغة شكل التحالف العربي القادم لمواجهة المتغيرات.
ولفت إلى أن ما يجري من صراعات مسلحة في المثلث الذي يقع بين مصر وليبيا والسودان لن يكون بعيدًا عن هكذا مباحثات بالنظر إلى الموقع الاستراتيجي الذي تلتقي فيه قوى أنظمة مختلفة سياسيًا بشكل كبير.
وفيما يتعلق بملف ترسيم الحدود البحرية، قال عبد القيوم: «من المرجح أن يكون هذا الملف ضمن المعروض للنقاش بين الجانبين، فترسيم الحدود المائية الذي قدمته تركيا لم يحظَ بقبول برلمان شرق ليبيا، وكذلك رفضته اليونان ومصر، مشيراً إلى أنه قد يذهب إلى المحكمة الدولية إذا استدعى الأمر، خاصة بعد أن دعمت فرنسا الموقف اليوناني وحركت حاملة طائراتها شارل ديغول إلى شرق المتوسط.
يذكر أن الحكومة الليبية قد قدمت في وقت سابق احتجاجًا رسميًا إلى أثينا بسبب شروع السلطات اليونانية في تنفيذ أعمال استكشافية وتنقيبية جنوب جزيرة كريت، دون التوصل إلى تفاهم قانوني مسبق يحترم قواعد القانون الدولي.
واستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، يوم الإثنين الماضي، بمدينة العلمين، القائد العام للجيش الوطني الليبي خليفة حفتر، وأكد خلال اللقاء ضرورة التصدي للتدخلات الخارجية والعمل على إخراج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية.