المركز الأوروبي: تواجد «الفيلق الأوروبي» أدى إلى تصعيد مسلح في طرابلس

سلط المركز الأوروبي للدراسات السياسية والاستراتيجية، الضوء على ما يسمى بـ”الفيلق الأوروبي” الذي يعد ذراع الغرب العسكرية في ليبيا،
وقال المركز الأوروبي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إنه رغم الصراع السياسي الدائر في ليبيا منذ 2011 وما تبعه من نزاع مسلح بسبب التدخل الدولي في البلاد، فإن إنتاج النفط الليبي لم يتوقف، وإنما حافظ على مردودية عالية تصب في مصلحة الدول الغربية في المقام الأول، وهو ما جعل هذه الدول تتنافس على نصيب الأسد من كعكة “الطاقة والنفط” الليبية وتحاول التدخل دبلوماسياً وعسكرياً لتبقى مهيمنة على إحتياطي ليبيا من النفط والغاز البالغ 40% من مجمل ما تمتلكه القارة الأفريقية.
وأكد المركز، أن شهية الأوروبيين زادت تجاه ثروات ليبيا، وظهرت بتشكيل ما يسمى بـ”الفيلق الأوروبي” الذي يعد ذراع الغرب العسكرية في ليبيا، في حماية مصالحهم ومواجهة النفوذ الروسي المتنامي في أفريقيا، والذي يتكون من قوات عسكرية تابعة لبريطانيا وفرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى تشكيلات من الميليشيات المسلحة في غرب ليبيا، في إطار إتفاق مع حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس الفاقدة للشرعية ورئيسها عبد الحميد الدبيبة.
وأوضح أن الهدف المعلن من تشكيل هذا الفيلق هو مكافحة الهجرة غير الشرعية، باعتبار أن ليبيا هي بوابة عبور اللاجئين الرئيسية إلى أوروبا.
ومن جانبها، قالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، خلال منتدى الهجرة عبر المتوسط، إن دور إيطاليا هو مكافحة شبكات تهريب البشر وتدفقات الهجرة الكبيرة، التي جعلت الوضع صعب الإدارة. وسبق وأن ذكرت منصات محلية أن شركة “أمنتوم” العسكرية الأمريكية الخاصة وفي اجتماعها مع مجموعة من قادة التشكيلات العسكرية في قاعدة بوستة البحرية في غرب ليبيا وضعت اللمسات الأخيرة على الترتيبات والتجهيزات لعمل الفيلق الأوروبي.
ونوه التقرير، بأن ولادة الفيلق الأوروبي أحدثت ضجة واسعة في الأوساط الليبية، فيما ركزت وسائل الإعلام المحلية على ما يهدد البلاد من مخاطر اندلاع حرب بالوكالة داخل الأراضي الليبية والعودة إلى أيام قصف الناتو لليبيا عام 2011.
ونقلت عن الرأي العام الليبي اقتناعه بأن الدول الغربية مستعدة تماماً للتضحية بليبيا وشعبها من أجل مواجهة روسيا ونفوذها.
وإلى جانب ذلك رأى بعض المحللين الليبيين أن واشنطن تقول في الظاهر أنها مع إجراء الانتخابات الرئاسية وتحقيق مطالب الشعب الليبي، لكنها في الخفاء تعمل على توطيد علاقاتها مع قادة المليشيات المسلحة غرب البلاد، وإيجاد بديل مناسب لرئيس حكومة الوحدة المؤقتة عبدالحميد الدبيبة، كون الأخير على استعداد لتوقيع اتفاقيات مع جميع الأطراف بما فيهم إيطاليا، وهو ما تراه واشنطن تهديداً لنفوذها وهيمنتها على دول القارة العجوز.
وفي سياق ذلك، نشرت منصة “NE Global Media” الإنجليزية مقالاً للكاتب والمستشار في مجال التواصل المقيم في بروكسل “جيمس ويلسون” تحدث فيه بالتفصيل عن نشاط الدول الغربية في ليبيا وأهدافها، مستنداً على مصادر محلية وأوروبية، ومؤكداً فكرة أن حلف شمال الأطلسي “الناتو” يسعى إلى التدخل في الشؤون الداخلية الليبية وفرض سيطرته على مقدرات الشعب الليبي من النفط والغاز باستخدام القوة الناعمة، من خلال ما يسمى تحالف الفيلق الأوروبي. واقتبس ما أشار له الكاتب والباحث السياسي أحمد خلدون، بأن الفيلق تقوده إيطاليا بتمويل من الأموال الليبية المجمدة في الخارج، لتؤمن في الدرجة الأولى استثمار شركاتها الوطنية في قطاع الغاز والنفط الليبي.
وحذر ويلسون، في مقاله، من تداعيات وجود الفيلق الأوروبي في ليبيا، من تهديد للأمن والاستقرار، فإلى جانب الرفض الشعبي المحلي لاستمرار وجود القوات الأجنبية والغربية بشكل خاص في البلاد، وعرقلتهم لجميع جهود الحل السياسي، أدى تواجد الفيلق في غرب ليبيا إلى تصعيد مسلح في طرابلس وضواحيها، حيث تجددت الاشتباكات المسلحة العنيفة بين الميليشيات خوفاً من خسارة مناطق نفوذها في البلاد.
فيما تحركت وحدات من قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر نحو منطقة غدامس بالقرب من الحدود الجزائرية، بعدما تداولت وسائل إعلام محلية وإقليمية مختلفة إضافة الى مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلات وصور لوحدات عسكرية تابعة للفيلق الأوروبي تتجه لأول مرة إلى مناطق جنوب غرب ليبيا وتنتشر على طول الحدود مع الجزائر.
وتابع التقرير:” لا شك أن الوضع في ليبيا آخذ منحى التصعيد، بسبب الصراع العالمي على موارد الطاقة إضافة إلى الإستغلال الغربي للدول الغنية بالموارد” . وأشار التقرير إلى أن التنافس الأوروبي من جهة والولايات المتحدة من جهة أخرى على الهيمنة على ليبيا يُعقد الحل السياسي الليبي – الليبي الذي تعرقل بمساهمة أطراف محلية إنتهازية، تحاول البقاء على رأس السلطة مهما كلف الثمن، ولو كان على حساب مستقبل الليبيين والدولة الليبية ووحدة أراضيها.