بعد تحشيدات عسكرية.. تخوفات على مصير سكان “العزيزية” من تجدد الحرب بين المليشيات المسلحة
تشهد منطقة العزيزية ليلة ساخنة، بعد تحشيدات عسكرية للمليشيات المسلحة التي تتصارع على فرض سيطرتها على المنطقة، بموقعها المتميز بالنسبة لهم في عمليات التهريب والنفوذ أمام الحكومة، فيما لم تضع تلك المليشيات حسبانا للمخاطر التي يتخوف من تعرض السكان المدنيين لها، بمن فيهم من نساء وأطفال.
وتزايدت هذه المخاوف، بعدما بدأت تحشيدات عسكرية للمجلس العسكري الزنتان في العزيزية لمواجهة اللواء 444 المتمركز بقوته في منطقة سيدي فرحات شرق العزيزية.
ويبلغ قوام التحشيدات العسكرية للمجلس العسكري الزنتان في العزيزية، ما يتجاوز 30 سيارة مسلحة ومدرعات ودفع رباعي وأكثر من 60 مسلحا بأسلحة متوسطة وخفيفة.
صراع نفوذ
ووسط صمت مطبق من الأجهزة الرسمية للسلطة التنفيذية الحالية، حتى كتابة هذه السطور، ذكر مصدر لـ«الساعة 24» أن تحشيدات المجلس العسكري الزنتان جاءت بعد تقدم اللواء 444 نحو العزيزية وإقامة بعض نقاط التفتيش.
وأضاف المصدر أن اللواء 444 أقام نقاطا أمنية بالعزيزية إثر تزايد حالات السرقة وعدم الاستقرار، فيما يصر المجلس العسكري الزنتان تحت غطاء المنطقة العسكرية الغربية على البقاء في المنطقة.
وأوضح المصدر أن العزيزية تقع ضمن نفوذ “منطقة طرابلس الدفاعية”، وتصر مليشيات الزنتان بقيادة أسامة الجويلي على إبقائها تحت نفوذ المنطقة العسكرية الغربية، وإبعاد منطقة طرابلس العسكرية منها.
خريطة المليشيات
من جانبه، ذكر مصدر مطلع أن مليشيا الزنتان تعمل على الانتشار في مناطق ورشفانة والتمركز في معسكر اللواء الرابع غرب العزيزية.
وقال: “في المقابل، الكتيبة 77 المعروفة بضمها لأبرز المجرمين بقيادة عماد أبودربالة أحد أبرز أقارب أسامة الجويلي تسيطر على مقر وسط مدينة العزيزية بين الأحياء السكنية ولهم مقرات في الكريمية والسواني، وتتبعهم أيضا فرقة الإسناد الأمني التابعة لمديرية أمن الجفارة وتتواجد في شارع السامبة والمنزلية بالكريمية أكبر سوق لتجارة الجملة للمواد الغذائية والمنزلية في ليبيا.
موقع متميز
وعلق خبير عسكري قائلا إن مليشيات الزنتان تتستر تحت شرعية المنطقة العسكرية الغربية وجزء تحت شرعية جهاز دعم الاستقرار، ولكن في حقيقة الأمر جميعهم يأتمرون بأمر المجلس العسكري الزنتان.
وبيّن أن “هذه المليشيات تنشط في عمليات السرقة والنهب لأسلاك ومحطات الكهرباء والأغنام من المنطقة الرعوية الهيرة جنوب العزيزية، التي تحوي أكثر من 10 آلاف رأس غنم، وكذلك سرقة السيارات والسطو المسلح، وابتزاز المسؤولين ورجال الأعمال للحصول على المال”.
وتابع المصدر العسكري: “حتى الأجهزة الأمنية في المنطقة تعمل تحت سطوتهم وتمنعهم من العمل بشكل قانوني، وتجعل من معسكر اللواء الرابع وكرا للمرتزقة التشادية”.
وأشار المصدر إلى أهمية هذا الموقع بالنسبة لتلك المليشيات، إذ إن أبرز أنشطتها عمليات تجارة وتهريب الوقود والهجرة غير الشرعية، ويربط موقع العزيزية، بين جنوب طرابلس والجبل الغربي والجنوب”.
واستطرد: “كما تستعمل العزيزية كقاعدة لانطلاق قواتها لطرابلس في حال نشب أي صراع مع أحد مليشياتها في العاصمة، وللحصول على مكاسب من الحكومة”.
الوسوم