مقالات

من كابول إلى طرابلس … تجارة الفوضى الناجحة

بعد 20 عاماً عادت حركة طالبان المتشددة اكثر قوة وباتت الولايات الافغانية تتساقط بيد الجهاديين في مسرحية هزلية ترسمها المخابرات الامريكية، قبل 20 عاما نشرت مجلة التايم الأمريكية عنوان مرفقا بصورة مقاتل افغاني: ” آخر أيام طالبان ” … لكن ما حدث العكس …
قررت ادارة بايدن الانسحاب وترك البلاد تلاقي مصيرها المرسوم مسبقاً ليس بمعانقة الحرية والديمقراطية وانما تركت القوات الامريكية المنسحبة معدات وآليات وعتاد وذخائر تركت قوة ضاربة ستحول من خلالها اسيا الوسطى الى جحيم، بالانسحاب دقت روسيا ناقوس الخطر واعلنت النفير وباتت 6 دول في حالة تأهب وترقب.
انه الاستثمار في الفوضى والحفاظ عليها واستخدمها ورقة مهمة للعب على طاولة الدول الكبرى، انهم مقاتلو الحرية مثلما وصفهم ( ريغن ) في الثمانيات عندما استقبلهم في البيت الابيض، وقاتلهم بوش ووصفهم بالارهابيين، ويستخدمهم بايدن لاشعال المنطقة في تاجيج الصراعات …
مقاتلي الحرية الافغان لا يختلفون عن مقاتلي الحرية من 17 فبراير وعلى راسهم بلحاج والصلابي، فهم ذاتهم من وصفتهم امريكا بالارهابيين في اوائل التسعينات وطالبت بمباركتهم والعفو عنهم وقدمتهم ثوراً مع هيلاري كيلنتون …
نعم انهم يراهنون على الفوضى والاستثمار في ليبيا باستنزافها واستمرار وضعها في حلقة مفرغة، وما تعيين مبعوث امريكي لليبيا الا دليل اهميتها بموقعها الجغرافي الافريقي والمتوسطي، موقع يجعل المتحكم به يتلاعب بمصير قارتين وثروات وتجارة واقتصاديات ضخمة تتجاوز حدودنا …
10 سنوات ولا حلول الافق الا بالمسكنات المؤقتة بينما المصاب جلل والنزيف مستمر ولا منقذ لهذا البلد … ان متابعتنا للمبعوث الامريكي راهن خاسر وانتظار بعثة الامم مضيعة للوقت، الافغان والعراقيون والليبيون يسيرون وفق ما يريده المخرج الذي يتلاعب بكل الخيوط هنا وهناك …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى