اخبار مميزةليبيا

“نوفا”: بنغازي تتحول إلى مركز اقتصادي واعد تُذكر بـ”دبي” و”شنغهاي”

كشفت وكالة نوفا الإيطالية عن مشاركة نحو 80 رائد أعمال إيطالي في المنتدى الاقتصادي الإيطالي الليبي لإعادة الإعمار والتنمية، الذي عقد مؤخرا في مدينة بنغازي.

وقالت إن رواد الأعمال قدموا إلى بنغازي على متن أول رحلة مباشرة لشركة الخطوط الجوية الإيطالية من روما بهدف إقامة شراكة اقتصادية في الجزء الشرقي من ليبيا.

وقالت إن بنغازي منطقة لم يستكشفها نظام الإنتاج الإيطالي إلا قليلاً خارج قطاع الطاقة، مشيرة إلى توقيع العديد من مذكرات التفاهم وبروتوكولات التعاون في قطاعات استراتيجية، من الطاقة إلى البنية التحتية، ومن الصناعات الزراعية إلى التدريب.

وهبطت الرحلة AZ 8035 التي تديرها شركة الطيران الوطنية أمس في مطار بنينا الدولي، وعلى متنها، من بين آخرين، السفير الإيطالي في طرابلس جيانلوكا ألبريني ورئيس غرفة التجارة الإيطالية الليبية نيكولا كوليتشي.

رافق الوفد الإيطالي في زيارة إلى ملعب بنغازي الدولي الجديد، الذي افتُتح رسميًا في 20 فبراير بمباراة احتفالية بين نجوم ميلان السابقين ونخبة من أساطير كرة القدم الأفريقية والليبية.

وقالت إن الملعب شُيّد ليتسع لـ 41,500 متفرج، في وقت قياسي من قِبل شركات تركية وليبية.

وبينت أنه في قلب الملعب، أطلق كوليتشي رمزيًا أول بعثة تجارية إيطالية في برقة، مركلًا الكرة أمام رواد الأعمال والسلطات المحلية.

وبعد ذلك، زار الوفد جامعة بنغازي، التي تُعتبر أحد رموز نهضة برقة، بعد تدميرها بالكامل تقريبًا خلال الحرب ضد الميليشيات الإرهابية بين عامي 2013 و2014.

وأوضحت أن الجامعة اليوم، بعد ترميمها بالكامل، تمثل جوهرة في تاج العالم الأكاديمي في شمال إفريقيا: بمساحة 470 هكتارًا، و3200 أستاذ وحوالي 80 ألف طالب، وهي مقسمة إلى 33 كلية، والتي تشمل أيضًا فروعًا في المدن المجاورة.

ونوهت بأنه في مايو الماضي، أجبرت الاشتباكات العنيفة بين الميليشيات في طرابلس أكثر من مائة رجل أعمال إيطالي على الإخلاء عبر مصراتة خلال معرض “ليبيا بيلد”.

وقالت إنه يتواجد العديد منهم الآن في بنغازي، التي تبدو اليوم كموقع بناء مفتوح كبير، تُذكّر المدينة، وإن كان على نطاق أضيق، بدبي في ثمانينيات القرن الماضي أو شنغهاي عام 2000.

وأوضحت أن رافعاتٌ عديدةٌ تُزيّن أفق المدينة، وعشراتٌ من مشاريع البناء والبنية التحتية والمشاريع التجارية قيد التنفيذ. وأشارت إلى أن المنتدى الاقتصادي يمثل نقطة تحوّلٍ لإعادة إطلاق الشراكة الإيطالية الليبية، بمشاركةٍ مباشرةٍ من صندوق إعادة الإعمار والتنمية، الذي يرأسه بلقاسم حفتر، نجل قائد الجيش الوطني الليبي، خليفة حفتر.

وفقا لمصادر، طلبت السلطات الليبية من الشركات الإيطالية ضمان الجودة والموثوقية قبل كل شيء.

وردًا على ذلك، أعرب الجانب الإيطالي عن نيته بناء علاقة منظمة، قائمة على الشفافية ونقل المهارات والتواجد المستقر في ليبيا.

وقال الرئيس كوليتشي، معلنًا افتتاح مكتب دائم لغرفة التجارة الإيطالية الليبية في بنغازي: “لا نريد أن نكون سياحًا رخيصين: نريد البقاء والعمل وبناء علاقة قوية مع ليبيا”.

وأضاف الرئيس، مخاطبًا رواد الأعمال الإيطاليين على متن الرحلة الافتتاحية: “إن السيناريو الذي ينفتح أمامنا مواتٍ للغاية. نحن نواجه أرضًا جديدة، لم تستكشفها الشركات الإيطالية كثيرًا، لكننا مستعدون للانفتاح على خبرتنا”.

وفقًا لبيانات أولية اطلعت عليها “نوفا”، تجاوزت إيطاليا تركيا في ترتيب موردي ليبيا، لتحتل المرتبة الثانية بعد الصين في أول شهرين من عام 2025. وهي نتيجة تشهد على تنامي ديناميكية الصادرات الإيطالية إلى ليبيا، وتدفعها إلى تعزيز حضورها في السوق.

وتابعت: “إذا كان صحيحًا أن أنقرة والقاهرة وبكين قد وطدت علاقاتها الاقتصادية مع بنغازي لسنوات، فمن الصحيح أيضًا أن هناك الآن مجالًا للشركات الإيطالية التي تنوي تقديم منتجات عالية الجودة، وتصميمات عالية الجودة، وموثوقية تقنية”.

وفقا للوكالة تغطي الشركات الإيطالية المشاركة في منتدى بنغازي طيفًا واسعًا من القطاعات الاستراتيجية التي يركز عليها التعاون الثنائي، من الرعاية الصحية إلى الطاقة، ومن الصناعات الزراعية إلى الخدمات اللوجستية، وصولًا إلى التصنيع والبناء.

ومن بين الشركات الرائدة مجموعة إيفيكو، إحدى أكبر الشركات الأوروبية المصنعة للمركبات الصناعية؛ وشركة رينكو، العاملة في قطاع الرعاية الصحية والهندسة المتكاملة، ولها مشاريع في العديد من الدول الناشئة؛ وشركة توديني، وهي شركة إنشاءات إيطالية عريقة، تتمتع بخبرة طويلة في مشاريع البنية التحتية الدولية الكبرى.

وقد فازت بالفعل بجزء كبير من مشروع الطريق الساحلي السريع “إمساعد-رأس جدير”، وهو بنية تحتية استراتيجية طال انتظارها لأكثر من عقد من الزمان، ويهدف إلى ربط شرق ليبيا بغربها؛ وشركة تيرموميكانيكا، المتخصصة في إدارة ومعالجة الموارد المائية، باستخدام تقنيات متطورة تُطبق على البيئة.

كما شارك في المعرض أيضًا كل من شركة رابانيلي، وهي شركة رائدة في إنتاج أنظمة استخلاص زيت الزيتون؛ وساندرو فراتيني ، وهو رجل أعمال إيطالي يعمل في شمال إفريقيا منذ أكثر من عشرين عامًا مع مركز دلتا في تونس؛ وشركة كويلمو، التي تعمل في مجال المولدات وحلول الطاقة؛ وشركة بونيفاسيو إس آر إل، العاملة في قطاع الإنشاءات الميكانيكية والمعدنية؛ وشركة إنديكو، التي تقدم خدمات وحلولاً للبيئة والطاقة.

ومن قطاع الرياضة تأتي شركة ليمونتا سبورت، وهي مورد للمرافق الرياضية والأسطح الاصطناعية؛ بينما توجد في قطاع الصناعات الزراعية وتقنيات معالجة الأغذية شركات مثل مولميكس (أنظمة التخزين ومصانع الطحن)، وإم بي فودكس، وإنفينيتي إنوفيشن.

كما تنشط العديد من الشركات في مجال الأتمتة الصناعية والآلات والخدمات التقنية: من بينها، شركة إيه تي بي تكنولوجيز، وإيه سي إم-إي، وسي جي إم إيطاليا، وكريتيك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى