محلل سياسي: البعثة الأممية تحولت من وسيط إلى معرقل يغرد خارج السرب

قال المحلل السياسي محمد الترهوني إن البعثة الأممية للدعم في ليبيا انحرفت عن المهام الأساسية الموكلة إليها، واتهمها بلعب دور “المعرقل الرئيسي” للعملية السياسية، بدلًا من أن تكون وسيطًا محايدًا يهدف إلى تقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية المتنازعة.
وأوضح الترهوني، في تصريحات تليفزيونية على قتاة المسار، أن البعثة الأممية، التي كان من المفترض أن تقود مسارًا سياسيًا جامعًا، أصبحت تكرّر ما وصفه بـ”سيناريو البعثات السابقة”، من خلال الانحياز إلى طرف سياسي على حساب طرف آخر، مضيفًا أن هذا الانحياز يؤدي إلى إعادة الأزمة إلى نقطة الصفر كلما لاح في الأفق بصيص انفراج.
وأضاف: “كان من المتوقع أن تكون البعثة عنصر دفع نحو الحل، لكنها للأسف باتت تغرد خارج السرب، متجاهلة جوهر الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا، وتسعى لخلق زوبعة إعلامية لا تمتّ إلى الواقع بصلة”.
وأشار الترهوني إلى أن المبعوثة الأممية الحالية، ومنذ مشاركتها في مؤتمر برلين، تجاهلت الأسباب الجوهرية للاشتباكات المسلحة في طرابلس، وتغاضت عمّا وصفه بـ”الخلل البنيوي” في حكومة الوحدة الوطنية، ما عزز الشعور لدى كثير من الفاعلين السياسيين بأن البعثة لم تعد وسيطًا محايدًا.
كما اعتبر أن البعثة الأممية خرجت عن النص والمهام الموكلة لها، مضيفًا: “اليوم أصبحت خصمًا سياسيًا أكثر منها طرفًا دوليًا محايدًا، وبدلًا من أن تعمل على توحيد الكتلة السياسية أو تقريب وجهات النظر، انحازت بشكل واضح، وهو ما جعلها العائق الرئيسي أمام أي اتفاق سياسي محتمل”.
وأكد الترهوني أن هناك توافقًا كبيرًا بين مجلسي النواب والدولة، وكذلك من قِبل عدد من القوى السياسية والحكومة الليبية، على ضرورة إنهاء المرحلة الانتقالية والتوجه نحو الانتخابات، لكن البعثة – دكزعلى حد وصفه “تعمل بعكس هذا المسار، وتمنح الغطاء لطرف سياسي محدد، ما يعيق الوصول إلى تسوية سياسية شاملة”.
وختم تصريحه بالقول: “آن الأوان لأن تدرك البعثة الأممية أنها لم تعد تحظى بثقة كثير من الليبيين، وأن استمرارها بهذا النهج سيطيل من عمر الأزمة بدلًا من إنهائها”.