شلقم: الرئيس التونسي يخوض حربا بعنوان «إشعار آخر» وذخيرتها «كلثومية»
اعتبر عبدالرحمن شلقم، وزير خارجية ليبيا ومندوبها الأسبق لدى الأمم المتحدة، أن الرئيس التونسي يخوض حرباً على جبهات الوقت، لافتا إلى أن رد الفعل الشعبي كان هو التأييد الكبير لخطواته.
وقال «شلقم»، في مقال له نشرته صحيفة «الشرق الأوسط اللندنية»، «خاض الرئيس معركته الأولى ضد البرلمان ورموزه ووجه تهماً بالفساد إلى ستين عضواً من أعضائه، وحرَّك آليات القضاء في ميدان معركته الثانية ومنع شخصيات سياسية ورجال أعمال من السفر بتهمة الفساد، ووضع آخرين تحت الإقامة المنزلية رافعاً في وجوههم ملفات بها ما قيل إنها وثائق ناطقة بالتواريخ والوقائع والأسماء».
وأضاف «هو يستخدم نيران أسلحته ضد أعداء يسمي تموضعهم ولا ينطق أسماءهم ويشفّر ذخيرته في معركته السياسية. لم يذكر كلمة «النهضة» في خطاباته الشعبوية النارية ولم يذكر اسم شخص بعينه عند حديثه عن الفساد، لكن تصريحات حزب «النهضة» منذ اليوم الأول لإعلان الرئيس عن استخدام الفصل الثمانين من الدستور، أكدت أنها المواجه الأول للرئيس قيس سعيد».
وتابع «فضَّل الرئيس التونسي أن يبقى منفرداً في المشهد الوطني بكل تجلياته، وملأ الشارع بوجوده، وحبس الناس أنفاسهم ينتظرون خطَّ التاريخ وهو نهاية الشهر الذي يمثل خندق (الوقت) الاستثنائي الذي بنى عليه الرئيس قراره أو بيانه الأول يوم الخامس والعشرين من يوليو، لكنه ألقم الجميع بيانه الثاني عندما أعلن استمرار بيانه الأول -حتى إشعار آخر. عنوان جديد في معركة حرب عمرها شهر متجدد».
واستكمل «أن الإشعار الآخر أو صندوق الوقت التونسي، يجعل كل الاحتمالات واردة، والأخبار التي تَرْشَح من الروافد الإعلامية قابلة للتصديق وعكسه بما فيها محاولة اغتيال الرئيس قيس سعيد التي أعلن عنها بنفسه بلغة لها ذخيرة كلثومية، نسبة إلى عمرو بن كلثوم:
بغاة ظالمين وما ظَلمنا
ولكنَّا سنبدأُ ظالمينا».
مختوما مقاله بسؤال : «إلى أين سيمضي الرئيس قيس سعيّد في حلقات معاركه الساخنة؟ ومن الأعداء الذين يعد لهم عدّته؟ وما الأهداف التي يحرك قواته نحوها ليضربها؟ وما قوس الوقت الذي يفعِّلُ فيه إشعاره الآخر؟».