مقالاتليبيا

هل ستعود حركة اللجان الثورية مثلما عادت طالبان؟ وهل سينتقم الثوريون الجدد من تنظيم الإخوان؟

تمكنت حركة اللجان الثورية من إعادة ترتيب صفوفها وتطورت عبر مراحل متعددة في السنوات الأخيرة … 8 سنوات وهي تعمل وفق تنظيم محكم ولأول مرة تدخل التجربة السرية بعيداً عن الأضواء بعدما تعرض أكبر قياداته للملاحقة والإقصاء والقتل والسجن وتصفية آخرين.

وتُعد حركة اللجان الثورية التي تقترب من 40 سنة من التأسيس حركة سياسية، ولها الذراع العسكرية سابقاً ( الحرس الثوري )، وتدعو لقيام سلطة الشعب من خلال الأفكار التي يحتويها الكتاب الأخضر، وتعتقد بضرورة ممارسة الشعب السلطة من خلال المؤتمرات الشعبية كأداة للتشريع واللجان الثورية كأداة للمراقبة والتحريض لأجلها .

واعتبرت المعارضة التي تتمثل في جبهة الإنقاذ والإخوان المسلمين في الخارج على مدى ثلاثة عقود، تلك الحركة أداة قمعية استخدمها النظام الليبي السابق ضمانا لسيطرة فكره وحكمه في البلاد، وربما هذا ما يفسر الانتقام الذي نفذته الجماعات المسلحة والمؤدلجة من قيادات حركة اللجان الثورية في المدن والمناطق وفرض عليهم قانون العزل السياسي والتهجير والقتل.

لكن بعض قيادات الحركة التي لها جذورها في القاعدة الاجتماعية الليبية أعادت تجميع أغلب عناصرها الذين تمكنوا من الخروج أواخر أغسطس 2011 ، واستطاعوا تجميع أنفسهم تحت غطاء ( الحركة الوطنية ) وكانت البداية من الجزائر أواخر ديسمبر 2011 ، وعقدت خلالها 6 اجتماعات عبر لقاءات مباشرة بين 6 من أبرز عناصرها وآخرين كانوا منتشرين في عديد العواصم بوسائل التواصل، وتمكنت من ضم قيادات أمنية واستخباراتية وعسكرية من الصف الأول والثاني حينها، ولم يبقوا كثيرًا في الجزائر بسبب موقفها الرافض والمقيد، حتى غادروها بين مصر وعواصم أخرى وظل العمل مقتصرا على نقاشات طويلة فيما بينهم واجتماعات وتنسيقات وكانت تمر بمراحل ترتيب البيت الداخلي وسط صراعات النفوذ الداخلية، لكنها تجاوزت المراحل بالثبات حتى باتت أكثر تنظيماً وفق مكاتب تتجاوز عددها 40 في عموم ليبيا، وقيادة هرمية وفق توزيع للأدوار.

دخلت قيادات الحركة أو التي تسمي نفسها اليوم الحركة الوطنية الشعبية في عديد الحوارات مع أطراف عديدة، وباتت الشريك الأقرب والأقوى للقوات المسلحة تحت إطار (( ثورة الكرامة )) وباتت الشراكة واضحة وسط مدينة بنغازي، بإعلان الحركة دخولها ولأول مرة تحت اسم (( حزب الحركة ))، ما يعد تغييرًا جذريا سياسياً، ويحسب للحركة تقديمها التنازلات والابتعاد عن شعاراتها السابقة، ودخولها مرحلة الإعلان عن نفسها من وسط ليبيا، وانتشار مكاتبها بشكل علني بقيادة واضحة تتمثل في مصطفى الزايدي يشاركه في ذلك العمل كثيرون من عناصر الحركة وفق رؤية متسقة مع قيادات القوات المسلحة، وهو ما يعد مشروعا تصالحيا كبيرا واتفاقا على مرحلة مقبلة يتطلب فيها الكثير.

الحركة التي تعد الخطر الحقيقي الذي يهدد تنظيم الإخوان المسلمين في ليبيا فكريا، وهنا يطرح السؤال نفسه، هل سينتقم أعضاء حركة اللجان الثورية من تنظيم الإخوان والمقاتلة، وسيعود لهم شأنهم مثلما عادت حركة طالبان للواجهة في كابول؟ وهل يملك الثوريون في ثوبهم الجديد مشروعاً للوطن والمواطن لإنقاذ ما تبقى؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى