كاتب تونسي: المشير حفتر يدخل «برلين» بموقف قوي.. وأردوغان سيجد نفسه في عزلة
أكد الكاتب التونسي، الحبيب الأسود، أن أنظار الليبيين تتجه اليوم إلى برلين، حيث ينعقد المؤتمر الدولي حول أزمة بلادهم، معلقين آمالهم على قرار حازم بوقف التدخل التركي السافر، وحل الميليشيات المسلحة وجمع السلاح ودعم جهود الجيش الوطني في بسط الأمن والاستقرار، بما يهيئ الظروف المناسبة للحل السياسي.وقال الأسود، في مقال نشرته صحيفة «البيان» الإماراتية: “ستركز نتائج المؤتمر على ستة مسارات لحل الأزمة، وهي وقف إطلاق النار، وتطبيق حظر توريد الأسلحة، واستئناف العملية السياسية، وحصر السلاح في يد الدولة، وتنفيذ إصلاحات اقتصادية واحترام القانون الإنساني”.وأضاف “يدخل القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر، قاعة المؤتمر اليوم بموقف قوي، وفق أغلب المراقبين، في ظل سيطرة الجيش على أكثر من 90 في المائة من المساحة الإجمالية للبلاد بما فيها منابع النفط والغاز، ونجاحها في إعادة الأمن والاستقرار للمناطق الخاضعة لنفوذها، وبات الجيش الوطني الليبي قريباً من وسط العاصمة طرابلس، حيث لا يفصله عن مقر حكومة الوفاق غير مسافة لا تتجاوز 2 كلم، كما أصبح يطوق مدينة مصراتة المركز الأبرز للميليشيات في البلاد، بما فيها الموجودة في محاور القتال بالعاصمة”.وتابع “وفق تقارير إعلامية فإن المشير حفتر، يشترط مهلة زمنية من 45 يوماً إلى 90 يوماً لقيام المجموعات المسلحة بتسليم السلاح بشكل كامل، مطالباً بتشكيل لجنة من الجيش الليبي بجانب الأمم المتحدة، مسؤولة عن حصر أسلحة تلك المجموعات وتسلم هذه الأسلحة، على أن يكون العمل بالكامل تحت إشراف الجيش”.وشدد على أن موقف المشير حفتر، يحظى بدعم أغلب القوى الإقليمية والدولية، وخاصة بعد التدخل التركي المعلن، ونقل أعداد متزايدة من المسلحين السوريين من شمال سوريا إلى طرابلس للقتال إلى جانب ميليشيات حكومة السراج، وهم في أغلبهم من أصحاب التوجهات الدينية المتشددة، الذي يمثل وجودها على الساحل الجنوبي للمتوسط خطراً على أمن دول المنطقة وأوروبا.وكانت دول مشاركة في مؤتمر برلين اليوم مثل مصر والإمارات والجزائر وفرنسا وإيطاليا وروسيا والولايات المتحدة وكذلك منظمات كالأمم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي، قد أعربت سابقاً عن رفضها التدخل الأجنبي في ليبيا ونقل المرتزقة والأسلحة إلى أراضيها، وهو ما يعتبر انتصاراً لموقف الجيش، كما بات واضحاً أن الجانبين الأوروبي والأمريكي غير مرتاحين لمحاولات تركيا الانفراد بالهيمنة على الوضع الليبي، وكذلك لتصرفات حكومة السراج المعزولة في طرابلس، ومنها توقيع مذكرتي التفاهم مع تركيا بخصوص المنطقة البحرية والتنسيق الأمني والعسكري.وأشار إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، سيجد نفسه اليوم في عزلة شبه تامة بمؤتمر برلين، بعد أن تورط في المستنقع الليبي، وأصبح جزءاً من المشكلة لا من الحل، حيث يصرّ على دعم الميليشيات الخارجة عن القانون بالسلاح والمسلحين، في خرق واضح للقانون الدولي وتحدّ متعمد لقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة.ويرى المراقبون أن اتفاق برلين، سيمثل خطوة إيجابية في مسارات الحل السياسي، شريطة أن يوفر آليات التنفيذ، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالتدخل الخارجي والتركي أساساً، بما يمثله من اعتداء على دولة ذات سيادة، وكذلك من محاولات أنقرة شق النسيج الاجتماعي في البلاد.وينتظر أن يقر مؤتمر برلين عدداً من البنود المهمة ومنها تثبيت وقف إطلاق النار، وحل الميليشيات بغطاء أممي، وبناء الثقة بين أطراف النزاع، وفسح المجال أمام الحل السياسي.