سيناريو معركة سرت والجفرة.. تسارع الأحداث وقطر ترسل المليارات
عبدالباسط بن هامل تتسارع وتيرة المؤشرات للمعركة القادمة، التي قد يكون مسرحها ما بين شرق مدينتي مصراتة وسرت بين قوات المسلحة الليبية بقيادة المشير خليفة حفتر من جهة، مسنودا هذه المرة بدعم كبير من قبل جمهورية مصر العربية والتي أعلنت عدد من الدول العربية والغربية حق القاهرة في الدفاع عن أمنها القومي، ضد الميليشيات المسلحة الموالين للحكومة التي يترأسها فايز السراج والمرتزقة والإرهابين المدعومين من تركيا عسكريا وماليا من قطر .تطورات دفعت وزير الدفاع التركي خلوصي أكار بالسفر على عجل الى دولة قطر أول أمس الأحد في زيارة استغرقت عدة ساعات التقى خلالها الأمير تميم بن حميد ووزير دفاعه، حيث جرى مناقشة التطورات في الملف الليبي المتسارعة وكيفية دعم القوات التركية والمرتزقة السوريين وجنسيات أخرى يقاتلون جنباً الى جنب مع مليشيات حكومة الوفاق، نتيجة للازمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها تركيا وتوقف إنتاج النفط وعدم حصول مركزي طرابلس على عوائد مالية تمكنها من تغطية نفقات الحرب المقبلة في إطار دفعها لمواجهة محتملة مع الجيش المصري.كما ان اجتماعين عقدا في انقرة الاثنين احدهما كان ثلاثي جمع وزير الداخلية في حكومة الوفاق فتحي باشاغا و وزير الدفاع التركي خلوصي أكار ووزير الأمن الوطني والداخلية في مالطا بايرون كاميليري، دون إعطاء تفاصيل عن اللقاء المفاجئ، فيما رجحت مصادر دبلوماسية مطلعة في اتصالها مع ” الساعة 24 ” ، أن يكون هناك اتفاق عسكري تركي مالطي للاستفادة من قاعدة عسكرية لاستخدامها من قبل الطائرات التركية الهجوم على مدينتي الجفرة وسرت .فيما عقد الاجتماع الثاني بين وزير الداخلية بحكومة الوفاق “فتحي باشاغا” مع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع بدولة قطر “خالد بن محمد العطية” وبحضور وكيل وزارة الدفاع في حكومة الوفاق “صلاح النمروش” اليوم الاثنين بمقر وزارة الدفاع التركية بالعاصمة أنقرة، و تطرق إلى مناقشة الوضع الميداني في مدينتي سرت والجفرة الواقعتين تحت سيطرة الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر، ويراه مراقبون أنه تطور خطير من قبل قطر في دعم المليشيات المسلحة والمرتزقة والعصابات الإرهابية في شن هجوم مرتقب على الموانئ النفطية الليبية .وتأتي التحركات الطارئة والعاجلة بين تركيا وقطر وحكومة طرابلس، عقب التصريحات التي أعلن من خلالها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي دعم الشعب الليبي واستجابة مصر لنداء القبائل الليبية، والبرلمان الليبي المنتخب من الشعب بطلبهم تدخل الجيش المصري لمساندة الشعب الليبي ضد المرتزقة والجماعات الإرهابية والتدخلات الخارجية، وعززها لقاء الرئيس المصري مع شيوخ وأعيان القبائل الليبية قبل ايام قليلة في القاهرة مؤكدا دعم مصر المطلق للشقيقة ليبيا، وقدرة الجيش المصري على سرعة الحسم لما يملكه من قدرات متطورة عسكريًا في المنطقة .وعزز موقف الرئيس السيسي، موافقة البرلمان المصري، الإثنين، على إرسال عناصر من الجيش في مهام قتالية خارج حدود الدولة، لأجل الدفاع عن الأمن القومي للبلاد، ضد أعمال الميليشيات وعناصر الإرهاب الأجنبية، وأكد قرار البرلمان المصري، أن القوات المسلحة لديها الرخصة الدستورية والقانونية لتحديد زمان ومكان الرد على الأخطار والتهديدات، حيث جرت الموافقة على إرسال عناصر من الجيش إلى خارج البلاد، في جلسة سرية حضرها 510 من أعضاء المجلس، كما شهدت حضور وزير شؤون المجالس النيابية، المستشار علاء فؤاد، واللواء ممدوح شاهين مساعد وزير الدفاع.وتمتلك مدينة سرت موقعًا جغرافيًا على ساحل البحر المتوسط وهي تتوسط مدن ليبيا الساحلية وتتملك احد اكبر الموانئ الإستراتيجية الذي تسعى تركيا وقطر للسيطرة عليه بالإضافة الى قاعدة القرضابية العسكرية الجوية والتي تعد ذات أهمية لتأمين الهلال النفطي والعمق في الجنوب الليبي، وتجعل السيطرة على سرت الطريق مفتوحا لإحكام القبضة على الموانئ النفطية، التي تضم أكبر مخزون للنفط.وفي المقابل، تقع جنوبي سرت، قاعدة الجفرة الجوية المهمة، ولا يفصلها عنها سوى طريق مفتوح لا يتجاوز 300 كيلومتر.وتعد قاعدة الجفرة من أكبر القواعد العسكرية في ليبيا ما يؤهلها للعب دور كبير في ليبيا وفي المنطقة، وتتميز ببنيتها التحتية القوية، التي تم تحديثها، لكي تستوعب أحدث الأسلحة، كما تشكّل غرفة عمليات رئيسية لقوات الجيش الوطني الليبي.وتعد منطقة الجفرة مهمة لأنها تقع وسط البلاد، وتبعد بنحو 650 كيلومترا جنوبي شرق طرابلس، وهي محور ربط بين الشرق والغرب والجنوب، ويعني السيطرة على قاعدة الجفرة، تقريبا السيطرة على نصف ليبيا.