الشيباني أبو همود يكتب: لا نعرف مجلس إقليم فزان ولا الغرض منه، ولكن..
احتمال ظهور مسمى جديد في الجنوب يحمل اسم مجلس إقليم فزان، لا نعرف ما الغرض منه تحديد ومن يقف خلفه، الأكيد هو انه ليس فطراً نبت طبيعياً، و على افتراض حسن النوايا وأن ولادته جاءت من رحم معاناة الجنوب واهله، فإننا نقول الآتي :أولا، الأوطان عائلاتت لأهلها، ولا يصح أ،ه كلما غضب احد أفراد العائلة ، انفصل عنها .ثانياً، يجب الحذر كثيراً من المسميات والرمزيات ، فالنعرات الانفصالية كطلقات الرصاص ، متى ما خرجت يصعب إرجاعها الى موضعها.ثالثاً، قبل أيام صدر بيان معتبر لمجموعة معتبرة ومحترمة من نخب فزان عبرت بصراحة عن رفضها لأي محاولة لتقسيم ليبيا ، ويجب احترام تلك الأصوات التى نراها كافية للحكم على توجهات أهل الجنوب وتطلعاتهم.رابعاً ، الناس مدينة لأوطانها وإن جارت عليهم ، وفزان ببؤسها لا وجود لها إلا في ظل ليبيا كبلد موحد ، ومخطئ من يعتقد بغير ذلك.خامساً، نعيد التأكيد على ما قلناه سابقا بأن الشعوب الشرقية تلتف حول الأشخاص وليس حول الأفكار والمسميات . فزان في تاريخها الحديث لم تكن كأقليم مستقل او شبه مستقل الا تحت راية رجلين، الاول هو امحمد الفاسي ، مؤسس دولة أولاد امحمد في القرن السادس عشر ، وهو رجل ليس من فزان أصلاً ، وإنما جمعها بسطوته الروحية وأورثها لابنائه الى ان قضى القرمالليون على دولته في بدايات القرن التاسع عشر، الرجل الثاني هو البي حمد سيف النصر ، الذي جمعها حوله مستنداًعلى إرثه العائلى ورصيده الجهادي ومدعوماً من الفرنسيين الذين قاموا بطرد الطليان من فزان . الاعتقاد اليوم بنجاح اي مشروع جهوي في ليبيا بعيداً عن قدرات الرجال وأقدارهم هو استمرار لمسلسل البدايات الخاطئة التي لا تقود الي اي شيء.سادساً، نعم هناك ظلم في ليبيا، نعم هناك اجحاف واعتلال في مستوى ونوعية الخدمات المقدمة في البلاد، ولكن ذلك مرجعه لعدم وطنية ومسؤلية ، بل وتفاهة، القائمين على شئون البلاد والعباد، وليس لان الوطن كبير يحتاج لتقطيع. أخيراً ، ونعوذ بالله من أن نتهم أحداً او نشكك في حسن نوايا من يحاولون ، بحسب فهمهم. لإخراج فزان من ازماتها المزمنة ، نقول بأن جل الدعوات التقسيمية في البلاد منذ العام ٢٠١١، يقف ، في الغالب ، وراءها من لم يجد له دوراً على الصعيد الوطني، فراح يبحث له عن مدخل جهوي يلوج به وبواسطته الى العاصمة، أكبر هم الليبيين ومبلغ طموحهم. ليس لدينا دليل واحد على وقوف جهات اجنبية خلف هذه الدعوات. كان بإمكان الغرب تقسيم ليبيا في العام ٢٠١١، وفي العام ٢٠١٤ بعد قيام حكومتين، ولكن الدول الغربية وقفت بالمرصاد لتلك الدعوات، ليس بالضرورة حرصاً على ليبيا والليبيين وانما حتى لا تؤسس لسوابق يمكن ان ترتد عليها . وفق الله الجميع لما فيه خير البلاد والعباد. الدكتور الشيباني أبوهمود سفير ليبيا السابق لدى فرنسا وأحد أبرز القيادات السياسية في جنوب ليبيا