«معلومات خطيرة» تكشف تورط «إيطاليا» في تسهيل دخول السفينة المحملة بالأسلحة التركية لطرابلس
أثار إعلان الخارجية اللبنانية، قيام مدير الشؤون السياسية والقنصلية بوزارة الخارجية اللبنانية، السفير غادي الخوري، باستقبال السفير التركي في لبنان هاكان تشاكل، للتباحث حول ما تم تداوله إعلاميًا بشأن رفع سفينة شحن العلم اللبناني ترافقها فرقاطة تركية متجهة إلى ليبيا، حالة من اللغط بشأن تلك الواقعة، وما زاد من حالة الريبة أكثر هو تعليق السفير السفير التركي حينها بمراجعة سلطات بلاده للحصول على المعلومات حول هذه المسألة.دفعت هذه الواقعة صحيفة “إل سيكولو دتشيانوفيزمو” الإيطالية، إلى التحقيق والبحث وراء تلك الواقعة، حيث تقصى كلًا من الصحفيين: «توماسو فريغاتي»، و«ماركو غراسو» تفاصيل القصة، وتم نشر تقرير اليوم الأربعاء، ترجمته وراجعته صحيفة «الساعة 24»، كما يلي:دخلت السفينة رسميًا ميناء جنوة في جنوب إيطاليا بسبب حدوث عطل، وتم احتجازها لإجراء فحوصات فنية. ولكن بعد توقف لمدة ثلاثة أيام، خرج بحار شاب يبلغ من العمر 25 عامًا وهو الضابط الثالث على متن تلك السفينة، ولديه قصة يرويها.يشير التقرير، إلى أن البحار الشاب ظهر في مركز الشرطة البحرية في الميناء، حيث طلب الحماية واللجوء السياسي، في مقابل سرد تفاصيل ما شاهده أثناء إقامته على متن سفينة الشحن التي ترفع العلم اللبناني، والتي يطلق عليها اسم “البانا”، حيث أكد أنه رصد تجارة أسلحة غير قانونية بين تركيا وليبيا.وتابع التقرير، موضحًا، أنه يتم التحقيق في القضية الآن من قبل مديرية مكافحة المافيا في «جنوة» وقسم التحقيقات العامة والعمليات الخاصة، والفرضية هي فرضية الإتجار الدولي بالأسلحة.ولفت التقرير إلى أن سفينة “البانا” ترسو في الوقت الحالي، في ميناء ميسينا. وبعد زيارة مفوض التصديق، ينتظر عمليات التحقق الإدارية من مكتب الميناء. لتأكيد رواية البحار، حيث يوجد شريط فيديو، على ملف شخصي مجهول من خبير في التبليغ عن المخالفات في ليبيا، أطلع البحار ضباط الشرطة في إيطاليا عليه.وتابع التقرير؛ أنه في الفيديو، الذي تم تصويره على ما يبدو على متن السفينة، يمكن رؤية الوسائل العسكرية المختلفة، بما في ذلك الدبابات، بينما أعلن مالك السفينة على الورق نقل السيارات “الخردة” فقط، وهي المركبات التي يتم إلغاؤها من السجلات الأوروبية ليتم تصديرها إلى أي مكان آخر، وفي هذه الحالة إلى شمال إفريقيا. السفينة “اختفت” من نظام التعرف التلقائييواصل التقرير محاولته فك الطلاسم لفهم هذا اللغز الدولي، موضحًا؛ أنه نحتاج إلى العودة إلى الوراء لبضعة أيام، اعتبارا من 28 يناير، عندما اعترضت مصادر عسكرية فرنسية سفينة البضائع في البحر الأبيض المتوسط. وأضاف التقرير، أن الفرنسيون قاموا بتصويرها (السفينة)، ويظهر من الصورة أن برفقتها فرقاطة عسكرية تركية، وهو اتهام ترفضه أنقرة. لكن الفرنسيين لا يثقون في تركيا حليفتهم في الناتو، ولهذا السبب كثفوا دورياتهم أمام ليبيا. بحسب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فإن أردوغان “لا يحترم الاتفاقيات”، ويواصل تسليح حكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج. بعد ذلك بيومين، اتهم الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر: “لدينا أخبار محددة عن إنزال الأسلحة التركية في طرابلس “، وتشمل هذه الأسلحة مدافع الهاوتزر والعربات المستخدمة في قاذفات الصواريخ ومدافع الهاون وغيرها. بالنسبة للفرنسيين هذه الأسلحة جاءت من اسطنبول، مباشرة على السفينة “البانا”.وأوضح التقرير، أن حجر الأساس في التقرير المقدم إلى قسم التحقيقات العامة والعمليات الخاصة الإيطالية – بقيادة المدير الجديد ريكاردو بيريسي وبتنسيق من قبل المدعي ماركو زوكو – يرتكز على النظام الذي استخدم في التغلب على المراقبة أثناء العبور، حيث تم إيقاف تشغيل أجهزة الإرسال والاستقبال. وختم التقرير مؤكدًا على أن عمليات الفحص الأولى في الواقع رصدت العديد من حالات انقطاع التيار الكهربائي أو التعتيم التي حدثت في الأشهر الأخيرة، في لحظات اختفت فيها السفينة “بانا” من نظام التتبع والتعرف التلقائي. هذه الحقيقة، في حد ذاتها، تسمح لنا أن نعتقد أن هناك شيئا خطأ قد حصل.الجدير بالذكر أن الوزير اللبناني السابق ورئيس حزب التوحيد العربي، وئام وهاب، كان قد كشف عن اسم مالك سفينة الشحن اللبنانية “البانا”، التي نقلت المرتزقة والسلاح التركي من تركيا إلى ميناء العاصمة الليبية طرابلس.وقال «وهاب» في تدوينة له عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك، أنه “مازلت أنتظر الموقف الرسمي من الباخرة اللبنانية التي نقلت (السلاح) إلى ليبيا”، كاشفاً أن مالك السفينة هو “مرعي أبو مرعي”.وأضاف؛ “ولأن الخطوة تهدد الأمن القومي اللبناني ننتظر إجراءات قضائية وموقفاً رسمياً من الإعتداء التركي على دولة عربية”.وطالب «وهاب» في تدوينة أخرى كلاً من رئيس الحكومة اللبنانية ووزير الخارجية اللبناني من استدعاء السفير التركي ببيروت، واتخاذ موقف يعبر عن كرامة لبنان، معتبرًا “استعمال تركيا لعلم لبلاده على السفينة عمل خطير وعدواني”.وكانت حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديجول قد رصدت، الأربعاء الماضي، قبالة السواحل الليبية فرقاطة تركية تواكب سفينة تقل آليات نقل مدرعة في اتجاه طرابلس، وفق ما أفاد مصدر عسكري.وأوضح المصدر، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية، أن سفينة الشحن بانا التي ترفع العلم اللبناني رست، الأربعاء الماضي، في ميناء طرابلس، فيما أفاد موقع “مارين ترافيك” أن السفينة كانت تبحر بعد ظهر الخميس قبالة صقلية.وبالبحث عن السيرة الذاتية لمالك السفينة المدعو “مرعي أبو مرعي” تبين أنه رجل أعمال لبناني تمتلك مجموعته “أبو مرعي غروب” 12 باخرة للشحن البحري، وباخرتين سياحيتين، وتتنوع نشاطاتها الأخرى في قطاع العقارات، ومجمعات التسوّق، والسفر.وبشأن علاقته بحزب الله، تتحدث تقارير عن أن “الحزب استفاد من أبو مرعي، حيث حصل الأول على مبالغ مالية من شركات الأخير، جراء عمليات تبيض الأموال”، لكن الحزب لم يعلق بتاتاً على هذه التقارير.