ريم البركي: تطوير حديقة ببنغازي استهدف توفير مكان آمن للسيدات والأطفال

قالت الإعلامية ريم البركي، إن الحملة التي أطلقتها بالتزامن مع اليوم العالمي للتطوع، لتطوير إحدى حدائق مدينة بنغازي، بمنطقة البركة، على مساحة أكثر من نصف هكتار- استهدفت توفير مكان آمن للسيدات والأطفال.

وأوضحت “البركي”، في تصريحات لـ”الساعة24.”، أن الحملة تضمنت تنظيف الحديقة، التي حولها الفساد والإهمال وسنوات الحروب إلى مكب قمامة ووكر فساد، إذ جرى نقل أطنان من المخلفات عبر الاستعانة بأكثر من 30 سيارة.

وتابعت: “كما تضمنت الحملة رفع كفاءة التربة، لأنها تسممت بالمواد الضارة بسبب تحول جزء من الحديقة إلى جراج خلال السنوات الماضية”، لافتة إلى أنه بعد ذلك جرى ترفيق الحديقة عبر تركيب شبكة ري”.

وأشارت إلى أنها قررت زراعة نحو 1000 شتلة، مثمرة وغير مثمرة، منها زيتون ورمان وتفاح وبرتقال وياسمين ومسلك الليل، وغيرها، ودعت أهالي المنطقة لمشاركتها في العمل.

وأوضحت: “فاجأني سكان بنغازي، الأطفال والشباب والنساء وكبار السن، وجاءوا لمساعدتي في العمل، وخلال أيام حققنا الحلم”.

وأضافت: “لأول مرة نرى الليبيين يجتمعون على شيء بهذا الحماس .. شعروا لأول مرة أن بإمكانهم المشاركة في بناء بلدهم وإصلاح ما أفسدته الحروب”.

وأشارت إلى أن سكان منطقة البركة أشادوا بالفكرة، واستطاع الأطفال الخروج للعب في الحديقة من جديد، دون خوف، واستطاعت السيدات رؤية نور الشمس والاستمتاع بالهواء بعدما أصبح المكان نظيفًا وآمنًا.

ونوهت بأن فتيان فريق الكشافة حضروا للمساعدة في العمل، لافتة إلى أنها خصصت جزءًا من الحديقة لزراعة شجر الزيتون بأسماء المتوفين، وحققت هذه الفكرة نجاحًا كبيرًا “كل شخص أراد أن يزرع شجرة زيتون باسم محبوبه الراحل.. نفد الشجر وطلبنا عددًا إضافيًا”.

وقالت “ريم”، الباحثة المتخصصة في قضايا الأمن والهجرة بعدد من الجامعات الأوروبية، إنها تحلم بتعميم تلك التجربة في كل المدن الليبية، حتى تعود ليبيا خضراء وآمنة.

وأكدت أن الشعب الليبي سيتجاوب مع أي مبادرة صادقة، تستهدف صناعة مستقبل أفضل للأطفال، ولا تستند إلى قبلية أو تعصب، مضيفة أن حتى أطفال الجيل الثاني من المهاجرين شاركوا في الزراعة، بحماس كبير.

وأكملت: “الحروب أرهقت الليبيين.. يتمنى كل ليبي الآن أن يعيش في أمان وأن يحصل على حقوقه الأساسية، وأن يرى أطفاله يلعبون دون خوف، وألا يجد أجنبيًا يحمل السلاح في وجهه، بحجة عدم قدرة الليبيين على حماية تراب بلدهم”