ليبيااخبار مميزة

شلقم: أخشى على تونس من المجهول و«البنزين وأعواد الثقاب»

قال عبد الرحمن شلقم، وزير الخارجية الأسبق، إن الرئيس التونسي الفصيح قيس سعيّد بعد إعلان ثورته في شهر يوليو الماضي، أو لنقل «الفارط» بلغة إخوتنا في تونس، لم يتوقف عن إطلاق بياناته التي تهزّ الكيان التونسي كله، وينقسم الطيف السياسي بشكل حاد لا يغيب عنه إيقاع الصدام.

أضاف شلقم في مقالٍ بصحيفة الشرق الأوسط اللندنية: “انتظر الناس شهوراً لكي يعرفوا بدقة ماذا يريد الرئيس؛ تعيين رئيس للحكومة استغرق وقتاً ليس بالقصير. تحديد مآلات دستور 2014، كان السؤال الذي شغل الناس واختصموا فيه. مصير البرلمان المجمد أو المعلق كما يصفه الرئيس، كان حلقة جدل ساخنة. مطالبة داخلية وخارجية بضرورة تفعيل الحياة النيابية وإصرار عدد من الدول والمؤسسات الدولية التي تقدم مساعدات وقروض إلى تونس، وضعت ذلك شرطاً لتقديم المساعدة المالية من أجل إنقاذ البلاد من ضائقتها المالية الخانقة. يوم الاثنين الماضي 13 ديسمبر (كانون الأول)، خرج الرئيس قيس سعيّد وعرض مرتكزاته السياسية التي تحدد مستقبل الحياة السياسية بالبلاد. سبع نقاط أساسية يرى الرئيس أنها كفيلة بلضم العقد الوطني المنفرط” وفق قوله.

وتابع قائلاً: “سنة كاملة ستفصل تونس عن الوصول إلى محطة يفترض أنها ستعيد الاستقرار إلى البلاد المضطربة المنهكة. لكن الشهور حبلى بالمجهول الذي يعسعس في أفق مشحون بكيمياء الأمل، والغضب الصامت الذي يتحرك في دائرة وقف التنفيذ. المسافات بين الفرقاء طويلة، ورتقها يحتاج إلى حبال من العقل والفعل مضادة للبنزين وأعواد الثقاب”.

وواصل شلقم: “بالتأكيد، إن قيس الثاني يدرك مدى هشاشة الأرض التي يخوض فوقها معاركه، فتونس وطن يعج بالمفكرين، بل بالفلاسفة الكبار بقدر ما فيه من المكونات المدنية.. الرئيس قيس سعيّد لا يقف بمفرده في الصف الأمامي سياسياً بالبلاد، فهناك من بين الأحزاب من يؤيده، فقد صرح محمد القوماني، أحد القادة البارزين بحزب النهضة الإسلامي، بأن ما أعلنه الرئيس مؤخراً، هو تكريس لانقلابه وستعمل الحركة على إفشاله بالتعاون مع كل القوى السياسية الوطنية، وستدعو الجماهير إلى الخروج للشارع رفضاً لاختطاف الإرادة الشعبية. وطلب القوماني من الرئيس التراجع عن مشروعه وندد بما سماه محاولة الانفراد بالحكم. في المقابل، صرح وليد العباسي القيادي في حزب التيار الشعبي، بأن حزبه يؤيد ما جاء في النقاط السبع التي أعلنها الرئيس، وخاصة ما تضمنته عن المشاركة الشعبية الواسعة، بحيث يمكن للجميع أن يشارك في الانتخابات والاستفتاء، وأضاف العباسي، أن هناك أحزاباً تلقت دعماً خارجياً، وهناك من خالف القانون وأكد أن هناك تأييداً كبيراً لما أعلنه الرئيس. تونس تقف اليوم أمام أكثر من باب، ولكل واحد منها مفتاح في جيب القادم المجهول” على حد تعبيره.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى