اخبار مميزةليبيا

شلقم: أمريكا رسول يحمل رسالة نشر الديمقراطية حول العالم

قال عبد الرحمن شلقم، وزير الخارجية الأسبق، إن الدولة العضو في حلف الناتو الولايات المتحدة الأميركية، في تجليها الأخير تحت قيادة جو بايدن، تحولت إلى رسول جديد يحمل رسالة شبهَ مقدسة، وهي نشر الديمقراطية التعددية في العالم، وترفع صوتها العالي السياسي والإعلامي يجوب فضاءات الدنيا في رسائل تبشيرية تدعو إلى نشر الديمقراطية في أنحاء الكرة الأرضية.

وتساءل شلقم في مقالٍ بصحيفة الشرق الأوسط اللندنية قائلاً: “هل تُوجد بدلة بمقاس واحد تناسب جميع الأجسام البشرية؟ وهل يمكن لكل الدول أن تنسخ الدستور الأميركي ليكون دليلها الشافي الوافي في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية؟ أوروبا التي يجمعها إناء اتحادي واحد، تختلف أنظمتها السياسية. فرنسا الرئاسية، وإيطاليا وإسبانيا وألمانيا واليونان وغيرها أنظمة سياسية برلمانية، وحتى في داخل هذه الأنظمة البرلمانية هناك اختلاف في صلاحيات رؤساء الجمهوريات” وفق قوله.

وتابع: “في عهد الاتحاد السوفياتي، كانت شعارات العدالة الاجتماعية والاشتراكية تدق أبواب الدول، وتحرك مشاعر العمال والفقراء مما دفع الدول الرأسمالية لتقديم التأمينات الاجتماعية والصحية ومجانية التعليم والخدمات الصحية، وأعطت للنقابات العمالية مساحات واسعة في التعبير والدفاع عن مصالح العمال. تحققت رفاهية وعدالة اجتماعية وتقدم علمي وصناعي في هذه الدول الرأسمالية، ما لم يتحقق في الاتحاد السوفياتي الذي رفع شعارات العدالة والفردوس الأرضي”.

وواصل شلقم: “الولايات المتحدة الأميركية، لا تتوقف اليوم عن توجيه النقد لدولة الصين الشعبية وتصفها بالديكتاتورية وغياب الديمقراطية والتعددية الحزبية وحرية التعبير وحقوق الإنسان، ولا تتوقف أميركا عن إرسال حمامها الزاجل الإلكتروني والإعلامي والسياسي إلى الصين ليلاً ونهاراً كي تبدأ في أخذ الجرعات الديمقراطية المصنعة في المعمل الأميركي. الصين بلد المليار ونصف المليار نسمة، لو فتحت باب الأحزاب السياسية، فكم حزب سيفقص من تلك البيضة البشرية الضخمة، مليون حزب، وكيف ستكون الحياة؟ بالطبع لا نبرر الديكتاتورية، ولكن نقول لكل جسم بدلة تناسب مقاسه وكذلك هي الشعوب” وفق تعبيره.

واختتم قائلًا: “المواطنون الأميركيون الذين ينامون في عراء الشوارع، لا يُوجد مثلهم في شوارع بكين أو شنغهاي. لقد تغيرت المفاهيم، وأغلب الشعوب بلغت سن الرشد، ولم يعد للشعارات صدى عند الناس.. الدول اليوم مثل الشركات الضخمة، تقودها مجالس إدارة ويحكمها القانون، ويُقاس نجاحها، بما تقدمه للناس من خدمات في مجالات التعليم والعمل والخدمات الصحية وتوفير السكن مع المساواة بين الجميع على قاعدة المواطنة. الحمام الديمقراطي الأميركي الزاجل، فرَّ هارباً من أمام الكونغرس الأميركي بعد هجوم أنصار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب عليه” على حد تعبيره.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى