اخبار مميزة

بعد الاستهانة بقرارتهم وتجاهلهم في «لقاء المغرب».. هل أصبح «النواب المنشقون» ورقة محترقة؟

يبدو أن التجاهل الواضح والصريح للأعضاء المنشقين عن مجلس النواب في طرابلس، قد وصل لأقصى مدى له، تلك الأيام وذلك بعد غيابهم عن لقاء المغرب وتجاهلهم من قبل الجميع.زاد هذا الأمر حدة، مع تسريب الورقة التي أصدر خلالها حمود سيالة رئيس ما يسمى بـ«مجلس النواب الموازي» والمعني بمنع أصحاب المناصب السيادية، في إسقاط على الصديق الكبير، محافظ المصرف المركزي -المقال من قبل مجلس النواب الشرعي في طبرق-، من السفر إلا بإذن من مجلسه غير الشرعي، وتجاهل الأخير ذلك حين ظهر بعد صدور القرار بيوم في أنقرة موقعا لعدة اتفاقيات مع حكومة أردوغان.ورقة محترقةما حدث يظهر بوضوح مدى الانشقاق في صفوف المسيطرين على العاصمة طرابلس، والصراع بينهما، والتجاهل الواضح لهؤلاء النواب المنشقين، حيث أصبحوا ورقة محترقة لا قيمة لها ووجب الخلص منها بإلقائها في القمامة بعد استنفاذ الغرض المشبوه منها لضرب صفوف مجلس النواب الشرعي والإيهام بوجود جبهات داخله.وأمس حذر عبد الرازق العرادي القيادي في حزب العدالة والبناء، الذراع السياسية لجماعة الإخوان، أعضاء مجلس النواب المنشقين في طرابلس من الاصطفاف مع فائز السراج خلال صراعه مع محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير.دور إشرافيووجه العرادي رسالة أمس الاثنين إلى النواب المنشقين، عبر صفحته على «فيسبوك»، قال خلالها: “حذاري أن يتم استخدامكم أو أن تصطفوا في المشهد السياسي مع هذا الطرف أو ذاك كما قرأت لكم رسالة صادرة عن رئاسة مجلسكم (كتلتكم)، في حالة صحتها، بمنع سفر أصحاب المناصب السيادية (في إسقاط على الكبير)، إلا بإذن مسبق منكم”.وأضاف “هذا باطل من وجهين الأول أن التبعية إشرافية وليست إدارية (وتملكون فقط في حالة التئام المجلس وعقد جلساته بنصاب قانوني مساءلتهم وبعد التوافق مع المجلس الأعلى للدولة إقالتهم، وتعيين بديل)، والثانية يمكن لشاغلي هذه المناصب أن يقول لكم بكل بساطة من أنتم؟ وسياسيا تقرأ هذه المراسلة بأنها اصطفاف مع السيد الرئيس (في إسقاط على السراج) وهذه في ذاتها كارثة”.نواب بلا دور ولا قيمةواعترف العضو البارز في حزب جماعة الإخوان المدرجة على قائمة الإرهاب في ليبيا، بضعف الموقف السياسي والقانوني للنواب المنشقين، متابعا “من السياسة أن تعلموا أن العالم لم يعترف برئاسة مجلس النواب في طرابلس، وبالتالي ليست هنا تكمن قوتكم، إنما تكمن في كونكم أعضاء بمجلس النواب، وبالتالي عليكم أن تدركوا قبل الفوات وتستثمروا تجمعكم ليس كمجلس نواب منفصل، ولكن كتكتل قوي يتحكم في مسار مجلس النواب، ويكون مطلبكم الأول والأهم هو المطالبة باجتماع مجلس النواب بكامل أعضائه في مكان تستطيعون فيه ممارسة إرادتكم الحرة”، بحسب تعبيره.وتابع “تحركوا استنادا إلى مكمن قوتكم ولا تستندوا على مكمن ضعفكم فإن العالم سيتعامل معكم بقوة من منطلق قوتكم وسيتجاوزكم إذا استندتم على مكمن ضعفكم”.هان عليهم الوطن فأهانهم الجميعوأكد متابعون أن كل المؤشرات تدل على أن النواب المنشقون، أصبحوا بلا أي قيمة أو وزن داخل صفوف المستولون على العاصمة، وأنهم باتوا كريشة في الهواء تطير حسب اتجاه التيار دون أي تأثير يذكر أو قدرة على التغيير وإبداء حتى ولو مجرد رأي.وقالوا: “تجاهل تمثيل هؤلاء النواب في لقاء المغرب بين وفدي مجلس النواب والمجلس الاستشاري، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الجميع ينظر لنواب طرابلس على أنهم بلا قيمة ولا وزن سياسي، وإلا كان أولى أن يجتمعوا هم مع وفد المجلس الشرعي بطبرق خلال محادثات المغرب، فهم من المفترض أنهم منتخبون من الشعب الليبي عكي أعضاء الاستشاري المعينين”.حوار المغربوانطلقت الأحد الماضي في مدينة بوزنيقة جنوبي العاصمة المغربية الرباط، بدعوة من المملكة المغربية وتحت إشراف بعثة الدعم الأممية في ليبيا، والذي جمع بين وفدي مجلس النواب الليبي والمجلس الاستشاري، بهدف دفع مسار الحل السياسي وفق مرجعية اتفاق الصخيرات ومتابعةً لمختلف المبادرات المطروحة للوصول إلى التسوية السلمية المنشودة للوضع في البلاد.وانتهت الجلسة الأولى، من مشاورات وفدي ليبيا دون أي تصريح من الطرفين، وكان من المتوقع استئنافها مساء الاثنين في جلسة ثانية وأخيرة بهدف التوصل إلى اتفاق بخصوص المناصب السيادية وهيكلة مؤسسات الدولة وتثبيت وقف إطلاق النار.وكان مصدر مطلع قد أكد لـ«الساعة 24» أن الحوار بين وفدي مجلس النواب والدولة الاستشاري تم تمديده إلى صباح اليوم الثلاثاء في مدينة بوزنيقة المغربية؛ لأسباب تتعلق بفشل جلسات الحوار حول توزيع المناصب السيادية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى