اخبار مميزةليبيا

“المونيتور”: تركيا تواجه 3 سيناريوهات صعبة في ليبيا

قالت صحيفة المونيتور الأمريكية إن تركيا تواجه خيارات صعبة في ليبيا ما لم يتم حل الصراع على السلطة بين الحكومتين المتنافستين، بما في ذلك التدخل العسكري إذا حاول رئيس الحكومة الليبية فتحي باشاغا دخول طرابلس بالقوة.
وأضافت الصحيفة الأمريكية في تقرير لها أن المواجهة بين رئيسي الوزراء الليبيين المتنافسين -فتحي باشاغا المعين من قبل البرلمان، وعبد الحميد الدبيبة رئيس الحكومة التي تتخذ من طرابلس مقراً لها والذي يرفض التنازل عن السلطة- تدفع تركيا للعب بشكل أكثر انفتاحًا وحزمًا في البلاد.
وبحسب الصحيفة فإن تركيا التي تحتفظ بقوات عسكرية ومليشيات في ليبيا، أثارت انزعاجًا من تحالف باشاغا مع المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي، وعقيلة صالح رئيسة مجلس النواب، للإطاحة بحكومة الدبيبة المؤقتة.
وتقول “المونيتور” إن أنقرة عملت بشكل وثيق مع باشاغا خلال فترة توليه منصب وزير الداخلية في حكومة الوفاق السابقة في طرابلس، لكن بالنسبة إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، فإن حكومة باشاغا تحت تأثير حفتر وصالح ، اللذين عارضا بشدة الوجود العسكري التركي في ليبيا ، قد تعني خسارة الضمانات التي يقدمها الدبيبة.
واستدركت الصحيفة: “مع ذلك ، يُبقي أردوغان الباب مفتوحًا أمام باشاغا مع الحفاظ على دعم حكومة الوحدة الوطنية بزعامة الدبيبة على الرغم من أن تركيا حذرة من إثارة الاشتباكات في منعطف حاسم في ليبيا، تظل الحقيقة أن وجودها العسكري والاستخباراتي والدبلوماسي في طرابلس يؤثر على التوازن ويجعل الملعب أكثر أمانًا للدبيبة”.
وأضافت الصحيفة: “بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية تحت رعاية الأمم المتحدة العام الماضي ، سعت تركيا إلى التواصل مع الجهات الشرقية في محاولة لإذابة الجليد مع القوات التي حاربت حلفائها الليبيين، ومع ذلك، تعثر السعي لبداية جديدة مع الشرق في فبراير حيث اختار مجلس النواب باشاغا لتشكيل حكومة جديدة على أساس أن ولاية الدبيبة انتهت في 24 ديسمبر عندما كانت الانتخابات الفاشلة ستجرى بموجب خطة سلام بوساطة الأمم المتحدة”.
وتابعت “المونيتور”: “الآن، يعتقد الكثيرون أن مواقف الولايات المتحدة وتركيا ستكون حاسمة في تغيير الميزان، كان المعسكران الليبيان على شفا مواجهة مسلحة في 10 مارس عندما تحركت القوات الموالية لبشاغا من مصراتة باتجاه طرابلس لكن القوات الموالية للدبيبة أوقفتها”.
وأشارت إلى أن السفير الأمريكي في طرابلس ريتشارد نورلاند وممثلة الأمم المتحدة في ليبيا ستيفاني ويليامز ضغطا على الجانبين للتركيز على إجراء الانتخابات من خلال تشكيل لجنة مشتركة بين مجلس النواب ومجلس الدولة، وفقًا لصحيفة (أراب ويكلي)، وتدخلت تركيا في وقت سابق من هذا الشهر، حيث قدمت وساطة بين الخصمين، وبحسب ما ورد وافق باشاغا على العرض، لكن الدبيبة كان يخشى أن يرقى تدخل أنقرة إلى حد الاعتراف الضمني بحكومة باشاغا وبالتالي نهاية ولايته، ورفض الدبيبة العرض معربا عن استعداده لاستخدام الوسائل العسكرية ضد باشاغا، بحسب التقرير، وكان الدبيبة قد التقى سفير تركيا في طرابلس يوم 6 مارس الجاري”.
وعطفا على ذلك، تضيف الصحيفة أن تركيا جمعت الدبيبة وباشاغا معًا في منتدى دبلوماسي دولي في مدينة أنطاليا الساحلية الأسبوع الماضي ، ولكن في النهاية لم يحضر الحدث سوى الدبيبة، وفي غضون ذلك، كانت هناك تكهنات بأن الدبيبة يمكن أن يتنازل عن التفويض لباشاغا بشرط أن يترشح للرئاسة في الانتخابات المرتقبة، وفقًا لتقارير أخرى، واقترح نورلاند صيغة منتصف الطريق حيث تستمر حكومة الوحدة الوطنية حتى الانتخابات بعد بعض المراجعات الوزارية ، لكن الدبيبة سيقدم ضمانًا مكتوبًا بأنه لن يترشح للرئاسة، ونفى شركاء باشاغا النبأ.
وأضافت “المونيتور” أنه في 12 مارس أعلن نورلاند أن الطرفين مستعدان لإجراء محادثات بعد لقاء باشاغا في تونس، وقال إن شكل ومكان المحادثات سيقررهما الأطراف بأنفسهم بالتشاور مع الأمم المتحدة والشركاء الدوليين، وبحسب مصادر ليبية ، فقد أصبح الدبيبة الآن يفضل الوساطة التركية وعاد احتمال إجراء محادثات في أنطاليا إلى جدول الأعمال.
وواصلت الصحيفة: “في مؤشر على مدى تقلب الوضع، استقال ثلاثة وزراء من حكومة دبيبة، ويبدو أن الكثيرين يستنتجون أن البساط ينزلق من تحت أقدام الدبيبة ، معتبرين الدعم الدولي للمحادثات بين رئيسي الوزراء المتنافسين بمثابة اعتراف مستتر باشاغا، ومع ذلك، فإن فشل باشاغا في النهاية في الانتصار قد يثير شبح رفض القوات الشرقية التعاون مع جهود ويليامز التي تركز على الانتخابات أو اتخاذ خطوات أخرى تتحدى الغرب ، بما في ذلك حتى وقف إنتاج النفط، وسط جهود لتقليل الاعتماد على روسيا في مجال الطاقة، تود واشنطن تجنب أي اضطراب في تدفق النفط الليبي، ودفع الحظر المفروض على إنتاج النفط في اثنين من حقول النفط الرئيسية في ليبيا في وقت سابق من هذا الشهر الأمم المتحدة والولايات المتحدة إلى دعوات لإنهاء الإغلاق على الفور”.
ورأت “المونيتور” أن دعم باشاغا سيوفر لتركيا فرصة لتحقيق السلام مع شرق ليبيا، لكن أنقرة بحاجة إلى أن تخطو بحذر لأن قوات طرابلس ومصراتة التي دربتها وسلحتها لا تزال معادية بشدة لحفتر، علاوة على ذلك، يشترك حفتر وصالح المدعومان من مصر وروسيا ، في هدف إخراج تركيا من ليبيا على الرغم من التنافس بين الاثنين، وشهد اجتماع 9 مارس للجامعة العربية إدانة أخرى لوجود تركيا في ليبيا ، ما يدل على أن مصر تحتفظ بخطها الأحمر، باختصار ، التمحور إلى باشاغا ليس بالأمر السهل بالنسبة لتركيا لأنها لا تزال غير متأكدة من رد فعل الليبيين الغربيين وما سيفعله الليبيون الشرقيون في المستقبل”.
ونقلت الصحيفة الأمريكية، وصف جليل حرشاوي، الباحث المتخصص في شؤون ليبيا في المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية، وجود تركيا في شمال غرب ليبيا بأنه “راسخ للغاية”، ويتألف من “أكثر من 700 مستشار وضابط وجاسوس”، وقال لـ “المونيتور” ، بخلاف المواطنين الأتراك ، إن “هناك أكثر من 3000 مرتزقة سوريين يمكن حشدهم في سياق عملية عسكرية إذا تدهور الوضع”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى